الشيخ الأحمدي: النظرة الالحادية ولدت اعتى الانظمة الشمولية والدكتاتورية في العالم

أكد الشيخ أحمد سلمان الأحمدي انعدام حالة القيمة الإنسانية لدى النظرة الإلحادية التي ولدت أعتى الانظمة الشمولية والدكتاتورية في العالم، مشيرًا إلى أن أكثر الأنظمة السياسية التي حكمت العالم وأجرمت في حق البشرية والانسان هي أنظمة ملحدة.
وقال أن جعل قضية الإنسانية التي يتبناها الملحدون شعارًا يقابل الدين ما هي إلا محض خدعة لا تنطلي إلا على جموع البسطاء، مشيرًا إلى عدم إمكانية عزلها عن الدين والإله.
جاء هذا التأكيد ضمن محاضرة «نقد المذهب الإنساني» التي ألقاها في مضيف الإمام الحسن بالمدينة المنورة والتي اشتملت على مناقشة لأطروحات الملحدين وما يمكن أن يؤسسوه.
وناقش مجموعة من الأنظمة السياسية التي بنيت على منطلقات إلحادية وخلفت قائمة كبيرة من ملايين البشر ممن تعرضوا للقتل وسفك الدماء مثل الثورة الثقافية التي أقامها الزعيم الصيني ماو تسي يونغ وراح ضحيتها ما لا يقل عن 30 مليون شخص، إلى جانب ما قام به أدولف هتلر من مذابح نازية.
وقارن في المقابل ما قدمه الدين الإسلامي من ترسيخ للعقل، وبناء أرضية صلبة لحفظ السلم الاجتماعي وكرامة الانسان، مؤكدًا على أن العناوين البديلة لما يطرحه الملحدون من دعوة للإنسانية وما شابه ما هي إلا شعار جميل فقط.
وبين حقيقة الإلحاد المتمثلة في مجرد الإنكار لفكرة الإله ووجود الأنبياء والدين، وجعل الإنسان هو محور الوجود حيث يدور كل تشريع وقانون حول مداره، على عكس الأديان التي تجعل محور الوجود والحياة هو الإله.
واستشهد على انعدام قيمة الإلحاد وكونه «لا شيء» وذلك لعدم وجوده كمادة علمية أو فكرية تدرس في الجامعات وتمنح شهادات أكاديمية عليه.
وقال بأنه لا وجود «للإنسانية والحب والرأفة» طبقًا للنظرة الإلحادية التي تنظر للإنسان في جانبه المادي المتمثل في الجسد فقط دون إعطاء أي قيمة لكرامة الإنسان وحقوقه، والتي تعتبره مجرد كائن بيولوجي وجد صدفة في هذا الكون ويعد متقدمًا في سلم التطور بحيث لا يختلف عن الكائنات الأخرى، بينما أعطى الدين قيمة للإنسان وجعل سفك دم واحد معادلة لإعدام الحياة في الارض.
وانتقد انعدام القانون الأخلاقي المتبع عند الملحدين إذ تقوم نظرية الأخلاق على المصالح المتبادلة وحفظها، حيث أن العكازة الأساسية متمثلة لديهم للأقوى والأصلح، ويرون أن تركيبة الإنسان لا تدعوه إلا للأنانية بخلاف النظرة الدينية تمامًا التي تهتم بالحياة الاجتماعية والمنظومة الاخلاقية والتي من خلالها يقيم صلاح المجتمع.
وأثنى على النظرة الدينية التي تعتبر أن ثبات المجتمعات واستمراريتها بزرع وغرس القيم الاخلاقية، وتنظيم الحياة وبث الاخلاق، مبينًا بأن حقيقة الدين المعاملة التي لا تقوم إلا بالأخلاق، وأن منشأ الأخلاق في الدين الإله.