آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 10:02 م

من أجل تعزيز الوحدة الوطنية

كمال أحمد المزعل * صحيفة اليوم

الوحدة الوطنية هي من أبرز مقومات البيت الداخلي لأي دولة، ويمكن تعزيز تلك الوحدة عبر أمور كثيرة، ولعل القول الايجابي والفعل الايجابي احد تلك الأمور، فهما بمثابة البلسم الذي يعالج الجروح، والدواء لكل داء، وتأتي زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد سمو الأمير محمد بن نايف تأكيدا لهذا المبدأ، الذي تثبته القيادة العليا بالفعل، عبر زيارات المواساة والتعاطف مع أهالي الشهداء، ولقاء الجرحى، كما حدث مؤخرا لمصابي حادث تفجير مسجد الإمام الرضا في منطقة محاسن بالاحساء، فتلك الزيارة بمثابة خطوة عملية لمواساة أصحاب المصاب، والتخفيف من آلامهم. ومن جانب آخر هناك القول الايجابي، ومن جملة القول الايجابي حول هذا الحدث ما كتبه رئيس التحرير بعد الحادث، حيث أشار الى «المشاركة في الألم»، تلك مقولة قيمة ونموذجية، حيث تعتبر تحفيزا إيجابيا للجميع، من أجل العمل على التواصل إبان المصائب والملمات، وتشجيعا للكتابة بهذا النفس الايجابي، ولقد كُتبت العشرات من المقالات وتناول الحدث الكثير من المحطات المحلية والأهلية، كلها كانت تدين الحادث وتعزي وتواسي المصابين، في صورة رائعة من صور التكاتف الوطني، التي تعزز الوحدة الوطنية، ليبقى هذا الوطن حصنا منيعا تجاه الارهابيين والإرهاب بكافة أشكاله ومواقعه، ومن أجل ذلك يجب علينا الابتعاد عن خطابات التشكيك في الوطنية والمزايدة على الآخرين، فهذه الخطابات من حيث لا يعلم أصحابها تفتت المجتمع، ولا تؤدي الغرض الذي كتبت من أجله، بل تؤدي إلى أثر عكسي، فكلنا أبناء وطن واحد إذا اشتكى منه جزء يجب أن يتداعى له سائر الأجزاء، فإذا حدث تجاوز من فرد مكون من المكونات فكل أبناء الوطن معنيون بإدانته دون التفريق بين مكون وآخر، وإذا حدث حادث من شخص يتبع قبيلة من القبائل، فلا يجب أن نطالب كل أفراد القبيلة في شرق البلاد وغربها بإدانته، وإلا أصبحوا غير وطنيين.

هذا تشتيت للوطن، دعونا نفكر تفكيرا واحدا، دعونا نذوب في بوتقة الوطن ونتحدث ونناقش وندين ونقف تجاه أي قضية باعتبارنا مواطنين في بلد واحد، لا باعتبارنا أقساما وأجزاء متناثرة، هذا لا يجوز. إدانة المجرم والإرهابي من أي مكون أو من أي قبيلة مطلوبة من الجميع، وتقديم العزاء إلى مصاب من أي مكون أو أي قبيلة مطلوب أيضا من الجميع، ولا يجوز التفكير - حتى مجرد التفكير - والقول لقد أدنّا هذا المجرم من قبيلتنا، ولماذا لا تدينون المجرم من قبيلتكم أو من مكونكم، هذا غير لائق، خاصة من قبل المثقفين والواعين.. الموقف المطلوب تجاه أي قضية مسألة شرعية ووطنية على الإنسان أن يقوم بها بشكل عام دون النظر إلى الآخرين، وإذا قصر أخوك في الوطن فعليك تذكيره أو تشجيعه أو معاتبته، حتى يتجاوب في المرات القادمة، لا أن تصب الزيت على النار وتهاجم - وبحسن نية في الغالب - «ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» بدلا من الإساءة والتشكيك، فذلك ليس في صالح الوطن واللحمة الوطنية، وعلينا الاقتداء بالقيادة في هذا الجانب التي تبادر باستمرار بمواساة الجميع، دون تفريق بينهم، حمى الله وطننا من كل سوء، وأدام الله علينا نعمة الأمن والأمان، إنه سميع مجيب.

سيهات - عضو مجلس بلدي سابق - راعي منتدى سيهات الثقافي