آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 10:02 م

مؤسسة الملك خالد الخيرية.. صرح تنموي مميز

كمال أحمد المزعل * صحيفة اليوم

عندما يكثر العمل الطيب، فمن المهم التفكير في أفضل تلك الأعمال وأرقاها، فلا يليق مجرد الإكثار من الأعمال حتى الخيرة منها - رغم أهميتها - إذا كان من الممكن تقديم عمل مميز وغير مسبوق، بدلا من حالة التكرار التي نشاهدها في الأعمال الخيرية والتنموية، يأتي هذا الحديث بمناسبة توزيع خادم الحرمين الشريفين لجائزة الملك خالد الاسبوع الماضي، هذه الجائزة التي انبثقت عن مؤسسة الملك خالد الخيرية، ولو أردنا الحديث عن أنشطة المؤسسة وبرامجها لكنا في حاجة الى أكثر من مقال، إلا أننا نجمل اهتمامات هذه المؤسسة في نقاط، منها أن المؤسسة تسعى للمساهمة بشكل احترافي وغير ربحي في التنمية الاجتماعية عبر تمويل عدد من البرامج والمشروعات التنموية، وبناء الشراكات مع مؤسسات القطاع العام والخاص، كما أبرمت المؤسسة شراكات استراتيجية مع جامعتي هارفارد وكولومبيا والصندوق الاستثماري الدولي غير الربحي «أكيومن فند» ومكتب الأمم المتحدة للشراكات ومؤسسة اكسيون موبيل الخيرية، وتأتي هذه الجائزة تأكيدا لدورها الريادي، فلو نظرنا إلى المؤسسات المكرمة فهي مؤسسات رائدة، أو مبدعة، وقد فازت بالجائزة الأولى تحت عنوان «شركاء التنمية» مبادرة «مواكب الأجر» وهي مبادرة اجتماعية واقتصادية وبيئية، تهتم بتدوير المقتنيات المستغنى عنها، وبيعها بأسعار رمزية، من خلال متجر صغير لذوي الدخل المحدود، ويذهب ريعها الى قضايا اجتماعية، فضلا عن أهميتها في إعادة تدوير تلك المقتنيات حماية للبيئة والمجتمع.

أما الجائزة الثانية فكانت من نصيب «شبكة وساطة لتوظيف ذوي الإعاقة» وهي عبارة عن موقع إلكتروني يساعد ذوي الإعاقة الخاصة على الحصول على عمل يتناسب مع إعاقتهم، وتخدم جميع أصحاب الإعاقات الذهنية والحركية والبصرية والفكرية والنفسية وغيرها.

أما الجائزة الثالثة فكانت من نصيب «مجموعة نون العلمية»، وهي مبادرة علمية توعوية، عبارة عن موقع إلكتروني يقوم بنشر مقالات وفيديوهات وافوجرافيكس في تخصصات علمية عدة باللغة العربية، وتهدف المجموعة - التي أنشئت عام 2014م - إلى إنشاء مؤسسة علمية تطوعية تخدم العلم والمعرفة.

وتعليقا على هذا الحدث، فإنني لا بد أن أُشيد بمؤسسة الملك خالد التي كان لها دور كبير على مستوى الوطن، ولعله كان وما زال خافيا على الكثير منا، وأعلم أن العديد من الجمعيات الخيرية استفادت منها، وبالتالي استفادت منها مجاميع أخرى بصورة فردية أو جماعية، وبسبب اهتمامي بالشأن الاجتماعي فقد كنت ايضا احد المستفيدين من برامج هذه المؤسسة، فلا يسعنا إلا أن نشكر القائمين على هذا الصرح الكبير، هذا من جانب.

ومن جانب آخر، لا بد أن نشكرها أيضا على الجائزة التي تستمر للسنة الخامسة، لتكريم مجاميع مختلفة في نواحٍ شتى، ولعلي هنا أحرص على الاشارة الى اللجان الابداعية الحديثة التي حظيت بالتكريم؛ وذلك لأنها قدمت عملا مميزا وفريدا من نوعه، وهذا يتطلب منا جميعا دعمها والتعريف بها عبر صفحات الجرائد، تماما كما عملت جريدة «اليوم»، حين غطت خبر الجائزة بالاشادة بصاحبة المركز الأول في فرع «التميز للمنظمات غير الربحية» وهي جمعية البر بالاحساء عبر ملحق خاص.

خلاصة القول، إننا نفخر بمؤسسة الملك خالد الخيرية، ونؤكد على دعم المبادرات المبدعة والمتميزة كتشجيع لها وحافز للآخرين ليحذوا حذوها.

سيهات - عضو مجلس بلدي سابق - راعي منتدى سيهات الثقافي