الهيئة العليا لتطوير المنطقة الشرقية ومخططي الخزامى والضاحية بالقطيف
تحدث الشاعر الأستاذ حسن السبع في مقاله الأسبوع الماضي عن قضية تتعلق بالشوارع في مدن المنطقة الشرقية، وأشار إلى نكتة طُرحت في رسم كاريكاتوري، حيث يسأل الأول الثاني: متى سترصفون حتى نقوم بالحفر؟ هذه كانت فحوى تلك النكتة، وهذه ظاهرة للأسف الشديد، تعاني منها الكثير من المدن دون أن يكون هناك حل لها، وقد سألت احد مسئولي التخطيط بالشرقية عن هذه القضية، فأجاب أن القضية نُوقشت على مستويات مختلفة، دون أن نستطيع الوصول إلى نتيجة، ومع علمي بالتداخلات المختلفة لقضية من هذا النوع، إلا
انه ليس من اللائق بقاء هذه المشكلة حتى الآن دون أن نستطيع إيجاد حل لها، والعالم مليء بتجارب كثيرة كفيلة بالاستفادة منها وحل مشكلتنا عبرها.
وهنا أشير إلى قصة نقلها لي الأديب السيد عدنان العوامي عندما كان مسئولا في إحدى بلديات المنطقة قبل عقود، حيث شاهد سيارة تقوم بالرصف لأحد الشوارع، وعلى بعد أمتار منها احد العاملين يقوم بالحفر مباشرة بعده، فما كان منه إلا أن سحبه إلى نقطة الشرطة بالقوة رغبة في محاسبته ومحاسبة من ساهم معه في عملية الهدر هذه، لذا فاني أقول للشاعر السبع إننا خبراء في موضوع الحفر والدفن منذ عقود، وليس الأمر بجديد!!، ولا يوجد أحد منا إلا وشاهد قصة أو أكثر مشابهة لجهة ترصف وبعدها بأيام تأتي جهة أخرى لتقوم بالحفر.
وأتذكر حادثة مشابهة قبل عامين تقريبا عندما تم رصف احد الشوارع المهمة وقبل أن تستلم البلدية الشارع وإذا بمصلحة المياه تطلب حفر الشارع من اجل إيصال المياه الحلوة لأحد الاحياء، وبالطبع رفضت البلدية، ولكن في الوقت نفسه كيف تقبل أن تحرم المواطنين من المياه الحلوة، وإذا نُقل مشروع إمداد ذلك الحي إلى منطقة أخرى، فلا احد يعلم متى سيتم توفير مشروع بديل، لإيصال المياه لذلك الحي، فالبلدية بين نارين، ولكن بحمد الله ولكون الأرصفة في ذلك الشارع تم عملها بالنظام الجديد وهو «الانتر لوك»، فتم رفع «الانتر لوك» وتمديد خطوط المياه ومن ثم إعادته مكانه، وكأن شيئا لم يحدث بالشارع، كان ذلك من حسن حظ الأهالي، وحظ الشارع الذي كان يمكن تقطيعه من الوريد إلى الوريد.
من هذا المنطلق ما الحل لمثل هذه الأمور؟، وهناك تجارب عالمية سابقا ولعل ارامكو ومن بعدها الجبيل الصناعية، قد مرت بتجارب مشابهة كفيلة بمنع شق الشوارع من جديد، ولعل فكرة عن أنفاق للخدمات تحت الأرض يتم عبرها تمديد كافة خطوط الخدمات، بدل القيام بالحفر مرارا وتكرارا كلما وصلت شركة من شركات الخدمات كالمياه والصرف الصحي والكهرباء والتلفون وغيرها، لعل هذا الأمر من الممكن عمله في المخططات الجديدة قبل أن يتم القيام بأي عملية رصف.
لذا فإنني أشير هنا إلى مخططي الخزامى والضاحية بمحافظة القطيف، حيث يتم العمل على ردمهما حاليا، أتمنى على الهيئة العليا لتطوير المنطقة الشرقية النظر إلى هذا الأمر بعناية، لان القضية بالطبع أكبر من قدرة البلدية بل ربما حتى الأمانة، حيث تدخل عدة وزارات في هذا الموضوع وتستفيد منه، فهل يمكن أن تتبنى الهيئة هذا الأمر ويكون واحدا من بواكير عملها المميز بالمنطقة الشرقية، أتمنى فعلا ذلك، خاصة أن على رأس هذه الهيئة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية الذي عودنا على تبني الأفكار الجديدة والحديثة، وبالتالي تكون بداية للتوقف عن حفر الشوارع مجددا بعد رصفها ونوفر الكثير من المال، علاوة على راحة البال للمواطنين.