المجلس البلدي حاضر «1»
كتبتْ الأسبوع الماضي في هذه الجريدة الدكتورة أمل الطعيمي مقالا تحت عنوان «المجلس البلدي غائب»، وهي تقصد بالطبع أنها لم تعد تتذكر المجالس البلدية لغياب انجازاتها، وإني اذ اشكر الدكتورة أمل على اهتمامها وتطرقها لهذا الموضوع، الا أنه من المناسب ان نعلق قليلا على كلامها، والتعليق ليس من باب المناكفة، فهذا يعبر عن غياب والآخر عن حضور ولكن لتوضيح بعض الامور لعل فيها بعض الفائدة، مع ملاحظة أنني في المجمل أتقبل بصدر رحب مواقف المواطنين بشكل عام حتى غير المنطقية منها والتي لا تمس المجلس بصلة، ويعتبرها المواطن تقصيرا من المجلس ومن أعضاء المجلس، اما الملاحظات العامة والنقد لاداء المجلس كتلك التي عبرت عنها الدكتورة، فهي من باب أولى، أدعى للاحترام والتقدير والقبول بالطبع.
ويمكنني هنا أن أشير الى ثلاث نقاط لضيق المكان فقط:
1 - هناك الكثير من المواطنين وربما الأكثرية لا يعرفون دور عضو المجلس البلدي بالتحديد، وبالتالي فهم ينتقدونه لما هو غير مطلوب منه، وهذا الموقف ايضا أقدره وأحترمه وأعذر فيه المواطن أيضا، لأن جهل المواطن بذلك ربما في جزء منه يعود إلينا نحن الأعضاء، وربما أسوة بمقولة «المواطن دائما على حق»، ولتوضيح ذلك أشير إلى ما نقله لي أحد المواطنين في إطار نقده لعمل أحد أعضاء المجلس البلدي في دورته الأولى، حيث قال إنه همّ بالاعتداء بالضرب على عضو مجلس بلدي، عندما طلب منه توفير سيارة اسعاف للمركز الصحي في منطقته، ورفض ذلك العضو باعتبارها ليست من اختصاصه كعضو مجلس بلدي، وهذا يوضح مدى الجهل بمسئوليات عضو المجلس البلدي، والأمثلة على ذلك كثيرة في نفس السياق، حيث إن هناك من يطالب عضو المجلس بكافة الخدمات الصغيرة منها والكبيرة التي تخص البلدية أو أي وزارة أخرى، فيطالبه بمتابعة المياه والصرف الصحي والمرور والتعليم والنقل وغيرها من الوزارات، وإذا لاحظ قصورا في تلك الوزارات فإن عضو المجلس هو المقصر.
2 - عدم وضوح دور المجلس البلدي يجب إن نربطه بالوقت المطلوب من العضو تجاه العمل البلدي فعضو المجلس البلدي شخص غير متفرغ، فلنحاسبه على هذا الأساس، وحسب النظام.
فالمطلوب من عضو المجلس البلدي هو حضور جلسة واحدة شهرية تستغرق ساعتين الى ثلاث، بعملية حسابية بسيطة لتطبيقها على بلدية من البلديات من فئة ألف، حيث يكون عدد أعضاء المجلس عشرة، وبجمع الساعات المطلوبة من كافة الاعضاء، فانها تعادل عمل موظف لمدة ثلاثة ايام تقريبا، ولكن دعونا نقل ان عضو المجلس يبذل أكثر مما هو مطلوب منه فيقضي الشهر بكامله في متابعة اعمال البلدية، هل يستطيع شخص واحد ان يحدث تغييرا واضحا عند الناس جميعا، وهو يعمل داخل بيروقراطية مستمرة لعقود، وترى أن ذلك العضو جسم غريب قد تقوم بتحذير موظفي البلدية منه احيانا؟
3 - الامر هو كما أشارت اليه الدكتورة، فدور المجلس هو التقرير والرقابة، وهو ليس جهة تنفيذية وبالتالي فالتنفيذ هو من صلب عمل البلدية، لذا فان جزءاً من المشاريع المنفذة من اقتراح البلدية وأقرها المجلس والجزء الآخر اما أنها من المجلس أو أن المجلس وافق عليها بعد تعديلات ادخلها عليها، فلا مناص من القول ان المواطن والمجلس والبلدية سلسلة متكاملة يظهر دورهم جميعا في الاعمال التي تنفذها البلدية بغض النظر عن النسبة، وللحديث بقية.