الشيخ العبيدان: السيدة سكينة بنت الحسين ضحية تزوير ممنهج.. ولم تتزوج في كربلاء

- الشيخ العبيدان: الرواية الشعبية عن زواج سكينة والقاسم غير صحيحة
كشف الشيخ محمد العبيدان، عن حقيقة جديدة وشاملة حول شخصية السيدة آمنة بنت الإمام الحسين ، المعروفة بلقب ”سكينة“، موضحًا أن السيدة كانت ضحية تشويه تاريخي كبير بسبب تهم لا تستند إلى مصادر موثوقة.
جاء ذلك خلال محاضرته التي ألقاها بمجلس الأطهار في بلدة القديح ليلة الثامن من محرم، صحح من خلاله مفاهيم مغلوطة وشائعة حول شخصية السيدة آمنة بنت الإمام الحسين
وأكد الشيخ العبيدان أن السيدة آمنة لم تتزوج إلا مرة واحدة طوال حياتها، نافياً بذلك روايات تعدد زيجاتها أو مجالستها للشعراء التي جاءت من روايات مغرضة لخصوم أهل البيت.
وأشار إلى أن الاسم الحقيقي للسيدة كان ”آمنة“ تيمناً بجدتها، وأن لقب ”سكينة“ أُطلق عليها من والدها الأمام الحسين أو والدتها السيدة الرباب، وهو لقب ذو دلالات روحية عميقة تدل على الطمأنينة والسكينة.
وأشار إلى أن اللقب نفسه يحمل دلالات روحية عميقة، سواء قُرئ بفتح السين ”سَكينة“ ليدل على الوقار والطمأنينة، أو بضمها ”سُكينة“ ليعني أنها كانت سكناً وملاذاً وأُنساً لوالدها.
وبين ان التعبير كان يعكس علاقتها الوطيدة مع والدها الإمام الحسين ، شبيهًا بذلك بوصف السيدة فاطمة الزهراء
لأبيها النبي محمد ﷺ.
وأوضح الشيخ العبيدان أن ولادة السيدة آمنة جاءت بين عامي 42 و 47 للهجرة، وتوفيت في عام 117 هـ عن عمر بين 70 و 75 عامًا، مشيرًا إلى أنها لم تعاصر جدها الإمام علي لكنها عاشت في ظل إمامة الإمام الحسن
وشهدت أحداث كربلاء الكبرى.
وسلط الضوء على فضائلها النفسية والروحية، مبينًا أن الإمام الحسين وصفها بأنها ”مستغرقة مع الله“، في إشارة إلى مرتبة روحية عالية من الفناء التام في حب الله، واصفًا إياها بـ ”خيرة النسوان“ ضمن صفوة نساء التاريخ.
وفي الرد على الادعاءات التي تلاحق السيدة آمنة، أوضح الشيخ العبيدان أن روايات تعدد الزواج ومجالسة الشعراء لا تستند إلى مصادر تاريخية موثوقة، بل هي منسوبة لأعداء أهل البيت، مشيرًا إلى أن الزوج الحقيقي لها كان عبدالله بن الحسن الذي استشهد في كربلاء، وأنها لم تتزوج بعده.
وتناول الشيخ العبيدان الرواية الشائعة حول زواجها من ابن عمها القاسم بن الحسن في يوم عاشوراء، مؤكداً أنها إضافة أدبية لاحقة لا تستند إلى مصادر موثوقة. مشيرا إلى ان أنها على الأرجح من إضافات الشعراء والأدباء التي دخلت على السرد التاريخي لاحقاً.
وأكد أن الروايات المعتبرة تثبت أنها كانت زوجة لعبد الله بن الحسن، واستشهد في كربلاء، ولم تتزوج بعده قط.
وأكد على أن الهدف من تسليط الضوء على هذه الجوانب المجهولة من سيرتها هو الدفاع عن طهارتها، وتقديمها كنموذج عملي وتربوي يمكن الاستفادة منه في السيرة الحياتية، خاصة وأنها كانت إحدى الشخصيات المحورية التي نقلت وقائع ملحمة كربلاء وأحداثها الجسيمة.