بفارق 9 درجات.. خبير يفسر لغز التباين الحراري بين مدن متجاورة بالشرقية

كشف خبير الطقس والمناخ، الدكتور عبدالله المسند، عن وجود تباين حراري لافت قد يصل إلى تسع درجات مئوية بين مواقع متقاربة جغرافيًا في المنطقة الشرقية، حيث لا تتجاوز المسافة الفاصلة بينها 50 كيلومترًا، مما يجسد تأثير العوامل الجغرافية الدقيقة على المناخ المحلي بشكل مباشر.
وأشار المسند إلى أن خرائط الحرارة المتوقعة ظهر يوم الجمعة الماضي أظهرت بوضوح هذا التباين الشديد، مسلطًا الضوء على الفارق الكبير بين درجة الحرارة في مدينة الهفوف ومدينة العقير الساحلية، التي كانت تسجل درجات حرارة أقل بشكل ملحوظ على الرغم من قربهما المكاني.
وأرجع الخبير المناخي هذا الفارق الملحوظ إلى الطبيعة الجغرافية والمناخية المتباينة التي تميز كل موقع عن الآخر.
وأوضح أن موقع العقير الساحلي المباشر على الخليج العربي يجعلها تتأثر بكتلة هوائية بحرية معتدلة، مدعومة برياح قادمة من البحر، وهو ما يسهم في تلطيف الأجواء وخفض درجات الحرارة بشكل كبير خلال ساعات النهار.
وفي المقابل، بيّن أن مدينتي الهفوف وأبقيق تقعان في عمق البيئة الصحراوية القارية، بعيدًا عن أي مؤثرات بحرية ملطّفة.
وأفاد بأن الرياح السائدة في تلك المناطق، وفقًا للخرائط، كانت ذات منشأ شمالي وبطبيعة صحراوية جافة وحارة، مما أدى إلى ارتفاع كبير وملموس في درجات الحرارة، خصوصًا مع بلوغ الشمس ذروتها.
وأكد على أن فهم العوامل المناخية المحلية، مثل القرب من المسطحات المائية واتجاه الرياح السائدة، يعد أمرًا جوهريًا لتفسير مثل هذه الفروقات الحرارية الحادة حتى بين مناطق متجاورة.
ولفت إلى أن هذه الظواهر المناخية قد تزداد وضوحًا وقوة خلال فصل الصيف مع اشتداد تأثير الكتل الهوائية الحارة القادمة من الشمال والعمق الصحراوي.