استشاري صدري: الغبار والتدخين والكيماويات تدمر الجهاز التنفسي

أوضح الدكتور محمد الطراونة، استشاري الأمراض الصدرية، أن تعرض الجهاز التنفسي بشكل متكرر ومستمر للملوثات البيئية والمهنية، مثل الغبار ودخان التبغ والمواد الكيميائية، يتسبب في إحداث سلسلة من التغيرات المرضية الضارة التي تؤثر سلباً على صحة الرئتين والمجاري الهوائية.
وبيّن الدكتور الطراونة أن هذه التأثيرات تبدأ عادةً بحدوث تهيج في الأغشية المخاطية المبطنة للجهاز التنفسي وتطور التهابات فيها، وهو ما قد يتفاقم مع الوقت ليؤدي إلى تضيق في الشعب الهوائية وصعوبة في التنفس.
وأشار الطراونة إلى أن عملية استنشاق الغبار والمواد الملوثة الأخرى، وهو أمر شائع بشكل خاص بين العاملين في قطاع الإنشاءات والمهن التي تتعامل مع مواد البناء، قد تتسبب في تهيج مباشر لأنسجة الرئة الدقيقة.
ومع استمرار التعرض، يمكن أن يتطور هذا التهيج إلى حالة من التليف الرئوي، حيث تتكون أنسجة ندبية تحل محل الأنسجة السليمة، مما يفقد هذه الأجزاء من الرئة وظيفتها الأساسية في تبادل الغازات.
ونبه إلى خطورة بعض الأمراض المهنية المرتبطة بهذا التعرض، مثل مرض ”تغبر الرئة“ ”Pneumoconiosis“، الذي ينتج عن استنشاق جزيئات مواد البناء ويمكن أن يؤدي إلى حدوث تكلسات ضارة في الحويصلات الهوائية.
وفي سياق متصل، أضاف الدكتور الطراونة أن التدخين المستمر يُعد سبباً رئيسياً للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن ”COPD“. ويؤدي هذا المرض إلى تضيق دائم وغير قابل للعلاج في القصبات الهوائية، وانخفاض تدريجي ومستمر في كفاءة وظائف الرئة.
وحذر من أن هذا الانخفاض في الكفاءة قد يتطور مع مرور الوقت إلى فشل كامل في الجهاز التنفسي، مما يجعل المرضى في المراحل المتقدمة مضطرين للاعتماد بشكل دائم على أجهزة الأكسجين الاصطناعي للبقاء على قيد الحياة.
كما حذر استشاري الأمراض الصدرية من أن التعرض المستمر للمواد الكيميائية المختلفة في بيئات العمل الصناعية، مثل المصانع والمعامل، يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الرئة، وهو من أخطر الأمراض التي تهدد صحة الإنسان.
وشدد الدكتور الطراونة في ختام حديثه على الأهمية القصوى لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة والحرص على الابتعاد قدر الإمكان عن مصادر الملوثات المختلفة، سواء في بيئة العمل أو في البيئة العامة، وذلك لحماية صحة الجهاز التنفسي والحفاظ على سلامته على المدى الطويل.