آخر تحديث: 30 / 4 / 2025م - 12:54 ص

رئيس الهدى السابق يدعو لتعزيز علاقة الأندية بالمجتمع وينتقد ”التزكية“ في مجالس الإدارات

جهات الإخبارية

أكد وصفي البصارة، الرئيس السابق لنادي الهدى بجزيرة تاروت، على الأهمية القصوى للعلاقة التكاملية بين الأندية الرياضية ومختلف فئات ومؤسسات المجتمع، مشدداً في الوقت ذاته على الدور الحيوي للأهالي في تشجيع أبنائهم على الانخراط في الأنشطة الرياضية داخل الأندية، والمساهمة لاحقاً في تطوير هذه الكيانات إدارياً.

وفي حديث خاص لـ ”جهات الإخبارية“، أوضح البصارة أن تجربته الشخصية في العمل بنادي الهدى، بدءاً من إشرافه على كرة القدم وصولاً إلى رئاسة مجلس الإدارة، قد أكسبته مهارات إدارية قيمة وعمقت لديه مفهوم الخدمة المجتمعية وأثرها الإيجابي على الفرد.

وانتقد البصارة بشدة ظاهرة العزوف عن الترشح لعضوية مجالس إدارات الأندية، معتبراً إياها ”حالة سلبية“ ينبغي العمل على تجاوزها، مؤكداً أنه ليس من الصحي السليم أن تتشكل هذه المجالس عن طريق ”التزكية“ دون وجود تنافس حقيقي بين مجموعات رياضية تتسابق لتقديم الأفضل لخدمة المجتمع.

واستعرض البصارة قائمة من الإنجازات الهامة التي تحققت خلال فترة إدارته، والتي شملت بعضها تحقيق نتائج تحدث لأول مرة في تاريخ النادي العريق الذي يعود تأسيسه إلى عام 1976.

ونوّه إلى أن إدارته تسلمت النادي وفي خزينته فائض مالي، وقامت بتسليمه للإدارة اللاحقة برئاسة المهندس مصطفى نوح بفائض يقارب ثلاثة ملايين ريال، وذلك بعد إدارة دورة مالية تجاوزت ستة ملايين ريال خلال فترة رئاسته وتغطية مستحقات قائمة قاربت ثلاثة ملايين ريال.

وأرجع الرئيس السابق هذه النجاحات إلى توفيق الله أولاً، ثم إلى تبني خطط استراتيجية واضحة تم الالتزام بها تجاه مختلف الألعاب، حيث وُضع هدف عام لمواصلة الإنجاز، بالإضافة إلى أهداف خاصة لكل لعبة على حدة، مع العمل على توفير كافة متطلباتها الفنية والإدارية.

وأشار إلى أن الاستراتيجية المتبعة ركزت على دراسة احتياجات كل لعبة، استقطاب الكفاءات التدريبية والإدارية، تحفيز اللاعبين وتلبية احتياجاتهم، والمتابعة الدقيقة لسير العمل، مع الحرص على بقاء الفرق الصاعدة في درجاتها أو تحقيق المزيد من التقدم.

وتطرق البصارة إلى الجذور التاريخية للحركة الرياضية في جزيرة تاروت، مشيراً إلى دور فرق ”الحواري“ الأولى في الستينات مثل ”النجم“ و”الخليج“، والتأثير الإيجابي للاحتكاك بفرق موظفي شركة أرامكو الأجانب آنذاك.

وأوضح أن نادي الهدى الحالي تأسس رسمياً عام 1976 م، كثمرة لاندماج ناديي ”النسر“ و”النصر“ بعد فترة من المنافسة، وبجهود مخلصة من رجالات البلد البارزين في تلك الفترة، ذاكراً منهم عبدالله المرزوق، عبد المحسن الصغيّر، وعباس وعبدالله علي آل حسين، والأستاذ منصور الحسن، عبدالله آل عبد المحسن، وغيرهم ممن ساهموا في التأسيس والتطوير.

وفيما يتعلق بالبنية التحتية، أقر البصارة بأنها كانت ولا تزال تمثل التحدي الأكبر للنادي الذي يمارس أنشطته المتعددة ”14 لعبة لأكثر من ألف لاعب“ في مقر مستأجر منذ أكثر من أربعة عقود.

وذكر أنه خلال فترة إدارته، تم إنشاء ثلاث صالات إضافية لاستيعاب الأعداد المتزايدة، وبدء العمل في إنشاء ثلاث صالات أخرى في ملعب كرة القدم، معرباً عن أمله في استكمال هذه المشاريع من قبل الإدارة الحالية.

وأشار إلى الأرض الممنوحة للنادي من الحكومة بمساحة تقارب 64 ألف متر مربع، والخطط الطموحة لإنشاء مرافق أولمبية نموذجية عليها، مقترحاً إمكانية طرحها للاستثمار مستقبلاً نظراً لموقعها المتميز.

ولمعالجة ظاهرة العزوف عن العمل الإداري في الأندية، دعا البصارة أصحاب الخبرة السابقة إلى لعب دور إيجابي في تشجيع الشباب، مؤكداً على أهمية الدور الإعلامي في إبراز قيمة العمل التطوعي في الأندية، ومسؤولية الأهالي في تحفيز أبنائهم.

وشدد على ضرورة أن يكون النادي جزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع، متفاعلاً مع قضاياه وأفراحه وأحزانه، وحاضراً في فعالياته المختلفة، ومطوراً لجسور التعاون مع المؤسسات الأخرى كجمعية تاروت الخيرية.

وعن تجربته الشخصية، لفت البصارة إلى أن خلفيته كلاعب سابق ومشرف رياضي ساعدته على فهم نفسية اللاعبين واحتياجاتهم، مؤكداً أن الصدق، الإخلاص، التواضع، العدل، والعمل الجماعي هي المبادئ التي استرشد بها.

وفي ختام حديثه، وجه نصيحة للشباب بحثهم على المبادرة وعدم التردد في خوض تجربة العمل الإداري الرياضي، مؤكداً أنها تجربة ثرية تصقل المهارات وتنمي القدرات وتتيح فرصة قيمة لخدمة المجتمع.