آخر تحديث: 17 / 3 / 2025م - 2:51 م

76 ضحية.. وزير الإعلام يستذكر مأساة حريق القديح 1999

جهات الإخبارية

استعاد وزير الإعلام السعودي، سلمان الدوسري، فصولًا مؤلمة من مسيرته المهنية، حينما غطى صحفيًا فاجعة حريق القديح المروّعة، التي وقعت في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية في يوليو من عام 1999.

الحريق، الذي أودى بحياة 76 امرأة وطفلًا، وأصاب أكثر من 150 آخرين، لم يكن مجرد رقمٍ في سجل الحوادث، بل كان - بحسب وصف الوزير - ”كارثة بكل ما تعنيه الكلمة“.

اندلعت النيران، وفقًا لما ذكره الدوسري، نتيجة تماس كهربائي في إحدى الخيام في ليلةٍ جافة، ما أدى إلى انهيارها واشتعال النيران فيمن كانوا بداخلها. لم تقتصر المأساة على المنطقة الشرقية فحسب، بل هزت أرجاء الوطن كافة، تاركةً جرحًا غائرًا في الذاكرة الجماعية.

وقال الدوسري امتدت تغطية الحدث المأساوي لأكثر من عشرة أيام متواصلة، لم يدخر فيها الدوسري جهدًا في نقل تفاصيل الكارثة، متنقلًا بين موقع الحريق، ومراسم التشييع المهيبة، وزيارات المصابين في المستشفيات.

وأكد أن المشاهد الإنسانية التي عايشها خلال تلك الفترة العصيبة، تركت ندوبًا عميقة في نفسه، على الرغم من حرصه الشديد على التمسك بأخلاقيات المهنة الصحفية وموضوعيتها.

لم يغفل وزير الإعلام، في حديثه، عن الدور الإنساني الكبير الذي قام به الأمير محمد بن فهد ”رحمه الله“، أمير المنطقة الشرقية آنذاك، والذي أشرف بنفسه على متابعة تداعيات الحادث، وأمر بصرف 50 ألف ريال لكل أسرة فقدت عزيزًا في تلك الفاجعة، في لفتةٍ إنسانيةٍ خففت من وطأة المصاب الجلل.

وفي سياق سرده لتجربته الصحفية الاستثنائية، كشف الدوسري عن درسٍ مهنيٍ وإنسانيٍ ثمينٍ استخلصه من تلك التغطية. حيث استذكر موقفًا جمعه بالمصور عمران حيدر، الذي كان يرافقه في توثيق الحدث بعدسته، متحديًا حرارة الشمس اللاهبة والرطوبة الخانقة، ومواصلًا عمله بروحٍ مرحةٍ وإصرارٍ لافت.

وعن هذا الموقف، يقول الدوسري: ”لقد تعلمت من عمران أن الصبر هو مفتاح الإنجاز الحقيقي، وأن الصورة الصحفية المؤثرة لا تأتي صدفةً، بل هي نتاج حس صحفي متقد، يُصقل بالممارسة الدؤوبة والمثابرة المستمرة“.