آخر تحديث: 17 / 3 / 2025م - 2:51 م

100 ريال غيّرت حياته.. كيف تحول توفيق العاشور من حارس أمن إلى بروفيسور عالمي؟

جهات الإخبارية

في قصة تُجسد قوة الإرادة وتحقيق المستحيل، تحوّل توفيق العاشور من شاب يعمل حارسًا للأمن في أحد بنوك المملكة إلى بروفيسور يحاضر في أرقى الجامعات العالمية.

هذه الرحلة الاستثنائية، التي انطلقت من مدينة القطيف، تُظهر كيف يمكن للطموح والمثابرة أن يتغلبا على الصعاب ويقودا إلى النجاح، حتى في أكثر المجالات تنافسية كالأمن السيبراني ونظم المعلومات.

الدكتور العاشور، الذي بدأ مسيرته المهنية بائعًا للمثلجات، يُقدم اليوم نموذجًا مُلهمًا للشباب السعودي والعربي، ويثبت أن لا شيء مستحيل أمام الإصرار والعزيمة.

وجسّد الدكتور العاشور، الأكاديمي والباحث السعودي، قصة نجاح استثنائية، مُنتقلًا من بيئة بسيطة في مدينة القطيف إلى مكانة عالية في مجال الأمن السيبراني ونظم المعلومات على مستوى العالم.

وتُعد مسيرته المهنية والأكاديمية مصدر إلهام للشباب، وتُبرز قدرة الطموح والمثابرة على تحقيق الأهداف الكبيرة.

في مدينة القطيف، نشأ العاشور في عائلة بسيطة، وتحمّل مسؤوليات جسيمة في سن مبكرة بعد فقدان والده. هذه الظروف صقلت شخصيته، وعلمته قيمة العمل الجاد والاستقلالية.

منذ صغره، أظهر توفيق تفوقًا دراسيًا ملحوظًا، وتنافس بشدة لنيل المراتب الأولى. وعلى الرغم من بعض العثرات، لم يتوانَ عن النهوض والمواصلة.

في مرحلة مبكرة، عمل العاشور في بيع المثلجات ومنتجات أخرى لدعم عائلته حيث حصل في نهاية شهر رمضان على 100 ريال قيمة ارباحه جعلته سعيدا. هذه التجارب العملية أكسبته مهارات في ريادة الأعمال والتسويق. ومع شغفه المتنامي بالكمبيوتر والتكنولوجيا، التحق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن لدراسة نظم المعلومات.

على الرغم من تعرضه لإهانة من أستاذ الرياضيات في سنته الجامعية الأولى، والتي كادت أن تُثنيه عن دراسة الرياضيات، إلا أن توفيق وجد طريقه في تخصص إدارة نظم المعلومات. لم يمنعه ذلك من التفوق، بل استمر في العمل بجد، وقضى ساعات طويلة في مكتبة الجامعة، حتى أنه كان يعمل حارسًا في أحد البنوك لتغطية نفقاته.

وبعد تخرجه، عمل العاشور في بنك الرياض، ثم انتقل للتدريس في جامعة الملك فهد. حصل على منحة لدراسة الماجستير في جامعة ولاية بنسلفانيا، وهناك بدأت رحلته في التخصص في الأمن السيبراني.

واجه صعوبات في الحصول على قبول للدكتوراه، ورُفض طلبه من ثماني جامعات. لكن جامعة ولاية جورجيا منحته الفرصة، ليحقق إنجازات بحثية متميزة، وينشر أبحاثًا في مجلات علمية مرموقة، ويحصل على جوائز عالمية.

بعد الدكتوراه، عمل العاشور باحثًا في جامعة نوتردام، متخصصًا في أخلاقيات البيانات. ثم انتقل إلى جامعة ”آي إي إس إي“ ”IESE“ في برشلونة، إحدى أفضل كليات إدارة الأعمال عالميًا، ليواصل مسيرته الأكاديمية المتميزة، ويدرّس الأمن السيبراني والخصوصية، ويشرف على الطلاب.

وفي إسبانيا، اندمج في المجتمع، وتعلم اللغة، وواصل مسيرته الأكاديمية المتميزة، حيث قام بتدريس مواد في الأمن السيبراني والخصوصية، وأشرف على العديد من الطلاب.

وشارك الدكتور العاشور في مؤتمرات عالمية، وحصد جوائز تقديرًا لأبحاثه. وساهم في المؤتمر السعودي الأول لنظم المعلومات، وكان خير سفير للمملكة في المحافل العلمية.

وأكد الدكتور العاشور أن عائلته وزوجته هما الداعم الرئيسي له، ومصدر إلهامه وطاقته. مشيرا إلى أن إخوته وأخواته هم الأساس في تكوين شخصيته.

وأشار إلى إنه يطمح لتأسيس شركة عالمية رائدة في حماية البيانات الشخصية، وإحداث تأثير عالمي. كما يسعى للمساهمة في تطوير التعليم في الجامعات السعودية.