اقتران نادر.. القمر والسماك الأعزل يتعانقان في سماء الوطن العربي الليلة

تشهد سماء الوطن العربي مساء اليوم الأحد، حدثًا فلكيًا، يتمثل في اقتران القمر الأحدب المتناقص بالنجم اللامع ”السماك الأعزل“، في مشهد يمكن متابعته بسهولة بالعين المجردة، شرط صفاء السماء وخلوها من الغيوم.
وأوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن السماك الأعزل، الذي يُعد واحدًا من ألمع نجوم السماء، هو في حقيقته نجم مزدوج، ولكن بسبب بعده الهائل عن الأرض، يبدو لنا كنجم واحد متألق.
وأضاف أنه لو كان هذا النجم على مسافة قريبة من الأرض تعادل المسافة بيننا وبين الشمس، لفاق سطوعه سطوع الشمس بنحو 1900 مرة.
وبين أن سكان المناطق الجنوبية من المملكة العربية السعودية سيكونون على موعد مع ظاهرة فلكية أكثر ندرة، وهي احتجاب القمر للسماك الأعزل، حيث سيقوم القمر بحجب النجم مؤقتًا عن الأنظار. وسيمتد نطاق رؤية هذا الاحتجاب ليشمل كلاً من اليمن، السودان، الصومال، جيبوتي، وجزر القمر، موضحًا أن استخدام المنظار أو التلسكوب سيعزز من وضوح الرؤية.
ولفت إلى أن الاحتجاب يحدث عندما يمر جرم سماوي أمام آخر، فيحجبه عن الراصد. ونظرًا لقرب القمر النسبي من الأرض، فإن موقعه الظاهري في السماء يختلف باختلاف موقع الراصد على سطح الأرض.
وأكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة أن احتجاب النجوم اللامعة، كالسماك الأعزل، يمثل فرصة قيمة للعلماء لدراسة مواقع وحركات الأجرام السماوية بدقة، في حين أن احتجاب الكواكب يساعد في دراسة تفاصيل التضاريس القمرية، كالوديان والفوهات والتلال.
ومع مرور ساعات الليل، سيتحرك القمر والسماك الأعزل تدريجيًا نحو الغرب، وذلك نتيجة لدوران الأرض حول محورها. ولكن بمتابعة حركة القمر من ليلة إلى أخرى، يمكن ملاحظة حركته المدارية الحقيقية، حيث سيظهر مساء غدٍ الاثنين وقد ابتعد شرقًا عن السماك الأعزل.
وأكد على أنه حتى في المناطق التي لن تشهد ظاهرة الاحتجاب، فإن الاقتران بحد ذاته يظل مشهدًا سماويًا يستحق الرصد والمتابعة، مما يجعله فرصة سانحة لهواة الفلك والمصورين لالتقاط صور فلكية مميزة.