آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 5:22 م

”البُخْنق“.. كيف أعادت جمعية العطاء تقديمه للأجيال الجديدة؟

جهات الإخبارية انتصار آل تريك - القطيف

نجحت جمعية العطاء في إعادة تقديم ”البُخْنق“، تلك القطعة التراثية العريقة، إلى الأجيال الجديدة، وذلك من خلال استراتيجية متكاملة جمعت بين الأصالة والمعاصرة.

و”البُخْنق“ هو غطاء تقليدي للرأس كانت ترتديه النساء في منطقة الخليج العربي، وخاصة في السعودية، قديمًا. يُصنع عادةً من قماش خفيف الوزن مثل الشيفون أو الحرير، وغالبًا ما يكون مزينًا بالتطريز اليدوي الدقيق والخرز والزخارف الأخرى التي تعكس مهارة الحرفيين المحليين.

ولا يقتصر دور ”البُخْنق“ على كونه غطاءً للرأس، بل هو رمز للهوية الثقافية والاجتماعية، حيث يعكس التقاليد والعادات الأصيلة للمرأة في المنطقة.

ففي احتفالية ثقافية أقيمت مساء أمس، لم يكن إطلاق المشروع مجرد حدث عابر، بل كان بمثابة إعلان عن نجاح الجمعية في تحقيق هدفها الطموح. ويكمن سر نجاح الجمعية في عدة عوامل رئيسية، أبرزها الرؤية المتجددة التي تبنتها.

وأوضحت نجاح العمران، رئيسة الجمعية ومديرة المشروع، فإن ”البُخْنق“ لم يُعامل كمجرد قطعة تراثية يجب إحياؤها، بل كجزء من هوية حية يجب أن تتواصل عبر الأجيال. هذه الرؤية انعكست في طريقة تقديم المشروع، حيث جرى دمجه بلمسات عصرية جذابة دون المساس بجوهره الأصيل.

ولم يقتصر الأمر على الرؤية، بل تجسد النجاح أيضًا في ”صنع حكاية“. فبدلًا من تقديم ”البُخْنق“ كمنتج جامد، سعت الجمعية إلى إضفاء قصة ملهمة حوله، قصة تربط الشباب بتراثهم وتثير فيهم مشاعر الفخر والانتماء. هذا الأسلوب القصصي جعل ”البُخْنق“ أكثر من مجرد قطعة قماش، بل رمزًا لهوية ثقافية متجددة.

ولعب فريق العمل دورًا حاسمًا في تحقيق هذا النجاح، حيث بذل جهودًا مضنية لإخراج المشروع في أبهى صورة.

وأشادت العمران بجهودهم، وخاصةً المنسق وائل الجشي، الذي أسهم بشكل كبير في إبراز ”البُخْنق“ بحلته الجديدة والمبتكرة.

وبينت أن الشراكات والتعاون مع الداعمين والمبدعين كان له دور كبير، فقد وفر الدعم المادي والمعنوي اللازم لتحويل الفكرة إلى واقع ملموس.

وأكدت العمران أن مشروع ”البُخْنق“ ليس سوى البداية، وأن الجمعية عازمة على مواصلة جهودها في إحياء التراث وتقديمه للأجيال القادمة بأساليب مبتكرة، مما يضمن استمرار هذا الإرث الثقافي الغني عبر الزمن.