آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 5:22 م

كيف حوّل الدكتور العبدالمحسن شغفه بالرسم إلى نجاح في جراحة التجميل بألمانيا؟

جهات الإخبارية

في قصة نجاح سعودية مُلهمة تُضاف إلى سجل الإنجازات الوطنية المشرفة، يُسطّر الدكتور أحمد هشام العبدالمحسن، ابن جزيرة تاروت، اسمه بأحرف من ذهب في عالم الطب وجراحة التجميل، مُحققًا نجاحًا باهرًا في ألمانيا، ومُقدمًا نموذجًا يُحتذى به في الطموح والإصرار.

لم تكن رحلة الدكتور العبد المحسن مفروشة بالورود، فقد ولد في الجبيل الصناعية، وقضى 11 عامًا من طفولته فيها، قبل أن ينتقل إلى القطيف. هناك، نما لديه حس فني بفضل شغفه بالرسم، ورغم وصفه لنفسه بـ ”المشاكس قليلًا“، حافظ على تفوقه الدراسي، خاصة في الفيزياء والرياضيات، مما وضعه أمام خيارين مصيريين: الطب أو الهندسة. إلا أن شغفه بالطب حسم الأمر، ليلتحق بكلية الطب في جامعة الملك فيصل.

بعد فترة الامتياز، قرر العبد المحسن التخصص في جراحة التجميل، وكانت وجهته الأولى كندا، حيث أمضى فترة تدريب. إلا أن طموحه قاده إلى ألمانيا، وهناك واجه تحديات اللغة والثقافة، لكنه بعزيمة لا تلين، تمكن من إتقان الألمانية في وقت قياسي، محققًا أعلى الدرجات التي يحققها طبيب سعودي، ليفتح أمامه أبواب الاندماج والتقدم المهني.

حصل الدكتور العبد المحسن على البورد الألماني في الجراحات التجميلية والترميمية، إضافة إلى الزمالة والتخصص الدقيق في جراحات اليد. عمل في مستشفى ”بان فريسا“ في برلين، ثم انتقل إلى مستشفى ”مارتن لوثر“ ليتخصص في الجراحات المجهرية وجراحة اليد. وهناك، أجرى دراسة علمية مرموقة حول التئام الجروح، نُشرت في مجلة علمية عالمية، لتثبت تميزه.

وقرر العبدالمحسن الانتقال إلى العيادات الخاصة، سعيًا للتركيز على نوعية محددة من العمليات التجميلية، وتطوير مهاراته فيها، لتقديم خدمات متخصصة للمرضى، خاصة في جراحات الثدي، ونحت الجسم، وعلاج مشاكل الوجه الناتجة عن فقدان الوزن.

ونوه بأن والديه كانا الداعم الأول له في مسيرته، وأنه اكتسب من والدته صفات الطيبة والصدق، ومن والده حس الفكاهة. كما أشار إلى دور أصدقائه في مرحلة الثانوية، والذين ألهموه لدراسة الهندسة، ولكنه في النهاية اختار شغفه بالطب.

”رؤية ردة فعل المريض بعد العلاج، وكمية البهجة والسعادة التي تغمره، هي ما تدفعني للعمل يوميًا“.. بهذه الكلمات الصادقة، يكشف العبدالمحسن عن سر شغفه وتفانيه في عمله، مؤكدًا أن هذا الشعور هو ما يُضفي على حياة الطبيب، وخاصة الجراح، معنىً حقيقيًا.

وأعرب الدكتور العبد المحسن عن طموحه في جمع الكفاءات السعودية في مجال جراحة التجميل والترميم، لتقديم أفضل الخدمات الطبية في المملكة.

واختتم حديثه بتوجيه رسالة إلى الشباب السعودي، قائلًا: ”ابحث عن هدفك، وكن مستعدًا لدفع الثمن المطلوب لتحقيقه“.