آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 7:17 ص

الطوق

محمد العلي * مجلة اليمامة

الطوق هو ما يحيط بالفرد من موانع الفعل أو الحركة، سواء كانت مادية، أو معنوية، الموانع/ الأطواق المادية واضحة للعيان، ومنه المثل «شب عمرو عن الطوق» أي ما كان يحيط بعنقه وهو صغير أصبح عائقا، ويمكن تجاوز هذه الأطواق المادية بشحذ الإرادة، أما الأطواق المعنوية فهي التي تهم هذا المقال؛ لأن أكثرها يلبس طاقية الإخفاء، في حين أنه يشل القدرة على رؤية الأمور كما هي في واقعها، ولابد من إضاءة تخرجه من الخفاء ولنبدأ بأهم تلك الأطواق.

1- الخوف:

الخوف من طبيعة الكائن الحي، فعلماء النبات يقولون: إن بعضه يخاف من الذي لا يعتني به، غير أن ذكاء الفرد البشري يوسّع رؤيته للثغرات التي يتسرب منها الخوف إلى النفس، ولكن قوة الإرادة التي تختلف ضعفا وقوة بين الأفراد هي التي تميز البشر بين الشجاع والجبان وما بينهما من درجات، ويعتبر الفيلسوف سبينوزا أن الخوف هو سبب الإيمان بالخرافة، والسبب في بقائها، أما سلامة موسى فيعتبر الخوف هو الدافع الوحيد للأفعال البشرية الحسن منها والقبيح.

2- التقديس:

التقديس هو التنزيه عن النقص، سواء كان لتيار فكري أو لشخص ما. وهو، بهذا التعريف، يكون شللا للقدرات الفردية عن الفعل؛ لأن التنزيه عن النقص يفضي إلى اليقين، وهو قد يكون يقينا زائفا في أحيان كثيرة، وهذا ما نراه في تقديس أقوال الأشخاص الذين يعتبرون منزهين عن الخطأ، ويتضح، مع مرور الزمن، زيف هذه الأقوال. إن التقليد، وهو الظاهرة الواضحة على مر العصور في كل مجتمع، نجد أن من أهم أسبابه التقديس.

3- الحب:

دعنا من ذكر الأطواق النفسية السوداء كالتعصب والجهل واليأس وغيرها، ولنقف عند طوق ذهبي لا يناله إلا من ولد في ليلة «ألقت للنور وشاحها» وهو الحب. نعم هو الحب، هذا الذي سهر كثير من الذين لا يعرفونه، على تعداد درجاته، ووصف حال الذي يلقى مَن مسّه سهم ضوئي منه، هؤلاء الذين قاموا بذلك نحترمهم، لأنهم فعلوا ذلك، لما للحب من إغراء، حتى لمن لم يذقه في حياته. وهنا لابد من ذكر السادة الشعراء الذين أعشوا أبصارنا بتوزيع القمر إربا، إربا على ليلى وهند وسعاد وسائر ما خلق الله من الجميلات في الخيال فقط.

كاتب وأديب