في دائرة المجتمع
مجتمعنا اليوم يملك من الكلمة والفكر الواسع، هو على وعي كبير من الثقافة بمختلف أنواعها وتعددها، فهو بفضل الله سبحانه ثم بالمساحة الكبيرة المتاحة له، في التعليم والحرية في القراءة والكتابة والنقد البناء، التي تنمو جميعًا بروح العصر الحديث وتزداد تنورًا يومًا بعد يوم.
الفرد المثقف على سبيل المثال، له دور مناط به ومسؤولية تختلف عما كان عليه المثقف في الماضي، عليه القيام بدور التوعية والتثقيف، أن يكون متلازمًا مع الثقافة والإعلام اللذين في الأساس يستهدفان صناعة واقعًا ثقافيًا واقتصاديًا وتنمويًا أفضل عما كان عليه السابق.
المجتمع اليوم، لم يعد أن يقف بداية النقطة، صار ذا حراك مستمر، وقد تجاوز فترة مضت، ورسم طريقًا واعيًا حتى أصبحت كل دار من الوطن مدينةً علم، أكثر تقدمًا وإبداعًا، وفي كل المجالات المتعددة من العلوم والثقافة والفن والأدب، حتى أصبح الواحد منا يستيقظ على وجه آخر أفضل حضارةً وتقدمًا، ثقافة شاملة يتم التعامل معها تجاه الواقع، وفي إطار الحوار الهادف الذي يلبي متطلبات الحاضر، ويساعد على تحقيق مراحل الأجيال القادمة، ليس بمقياس العمر، وإنما النمو الفكري.
إن كل مجتمع كبر أم صغر، يعيش في عالم متغير، ولأن الأعلام احتل جزءًا مهمًا وبتقنية عالية ومتطورة من التكنولوجيا، إضافة إلى قوة ثابتة، في قيامه بدور الثقافة والوعي، حتى أصبح المجتمع مستفيدًا لحد كبير من الأدوات والوسائل، متجاوزًا كل الصعوبات التي كانت سائدة ومسببة عقدًا وأزمة ثقافية، حالت دون أن يقوم المثقف بدوره الحقيقي، برؤية شمولية وبروح الفكر والقوة الذاتية والاستقلال الواحد.
إن قراءتنا للمراحل الثقافية الحالية والقادمة لمجتمعنا يجب أن تكون واقعية ومعتدلة، يجب أن تتلخص بمعطيات مؤثرة وطليعة متشبعة، فيها من التطور الأساسي في بنية المجتمع، فيها من الخير الكثير، وتبشر بحالة جديدة، فيها من الكفاءة العالية، والأهم أن يكون مجتمعنا طامعًا إلى التغيير للأحسن، ويراهن على المستقبل أكثر جمالًا؛ مما يعيش الحاضر وهو جميل، والقول إن أي مجتمع ناجح يكون بمقدار تفتحه واعتماده على نفسه، عندها يكون مؤكدًا قادرًا أن يلعب دورًا إيجابيًا، ويتصدر كل خطر وتحدي يقف في طريقه، ويهدد تقدمه وازدهاره.
إن الرهان الحقيقي اليوم، أن يكون مجتمعنا أكثر إلحاحًا في وجود تلاقي يعود بالنفع على الجميع «المجتمع والوطن» تبادل الرأي مع جميع طبقات المجتمع وخاصة، وهو يعيش ثورة الاتصالات والتواصل، أن تكون له من الثقافية التي من شأنها أن تكون لها استقلالية وتميزات واقعية وطموحة، وليست ذات أحلام وتخيلات واهية، تملأ الرؤوس دون فائدة، تجعل المجتمع في ركود حتى يكون كالماء حين يحبس.