آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 5:22 م

40 عامًا من التواصل.. قصة فطور ”سنابس“ الجماعي الذي بدأه شاب في ال 17

جهات الإخبارية

منذ أربعة عقود، وتحديدًا في عام 1985، انطلقت مبادرة فريدة من نوعها في بلدة سنابس بجزيرة تاروت، حينما دعا الشاب حسن الصفار، الذي كان يبلغ من العمر حينها 17 عامًا، مجموعة من أصدقائه وأفراد عائلته لتناول وجبة فطور جماعي في شهر رمضان المبارك.

لم يكن ”أبو صادق“ يدرك آنذاك أن هذه الدعوة البسيطة ستتحول إلى تقليد سنوي راسخ، يجمع أهالي البلدة على مائدة واحدة، ويعزز قيم التواصل والتآلف بينهم.

وفي حديثه عن هذه المبادرة، عبّر الصفار عن سعادته الكبيرة باستمرار هذه العادة الحميدة على مدار العقود الماضية، مشيرًا إلى أن شغفه بها منذ البداية كان الدافع وراء تطويرها عامًا بعد عام، والاستمرار فيها دون انقطاع، باستثناء فترة جائحة كورونا التي فرضت ظروفًا استثنائية حالت دون إقامتها.

وأضاف أن الفطور تطور من مجرد تجمع بسيط إلى حدث اجتماعي ينتظره الجميع بشغف، حيث لم تعد تقتصر على مرة واحدة في العام، بل تكررت في بعض المواسم لتصل إلى ثلاث مرات خلال الشهر الفضيل، بفضل الإقبال الكبير عليها والرغبة المتزايدة من الأهالي في المشاركة.

وأوضح في بداياتها، كانت الفعالية تُقام في ساحة منزل الصفار، لكنها سرعان ما نمت وأصبحت عادة اجتماعية متجذرة، يتواصل معها الأهالي سنويًا للاستفسار عن موعدها والتأكيد على حضورهم.

ولفت إلى إن هذا التفاعل الكبير يعكس الأثر العميق الذي تركته المبادرة في نفوس المجتمع، حيث ساهمت في تعزيز الروابط الأسرية وكسر الحواجز الاجتماعية، وخلق أجواء من الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع.

في السنوات الأخيرة، انتقلت مسؤولية التنظيم إلى الجيل الجديد، حيث تولى صادق الصفار، نجل حسن الصفار، مسؤولية تنظيم الفعالية، بينما بقي ”أبو صادق“ الأب الروحي لها، يقدّم الدعم والمشورة لضمان استمراريتها بنفس الزخم والحماس.

وأعرب الصفار عن فخره برؤية ابنه يحافظ على هذا الإرث الاجتماعي القيم، مؤكدًا أن تفاعل الأهالي المستمر وحرصهم على المشاركة دليل على نجاح المبادرة وأهميتها في تعزيز الروابط الاجتماعية.

واختتم الصفار حديثه بتأكيد أهمية استمرار مثل هذه المبادرات التي تساهم في بناء مجتمع أكثر تماسكًا وتعاونًا، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأنشطة لا تقتصر على جانبها الاجتماعي فحسب، بل تعكس قيمًا إنسانية نبيلة تعزز روح المسؤولية والتراحم بين الأفراد.