3 فصول توثق.. كيف وصف مستكشف بريطاني سوق الخميس بالهفوف؟

قدم المستكشف البريطاني روبرت إرنست تشيزمان وصفًا تفصيليًا عن سوق الخميس في الهفوف خلال زيارته للمنطقة، مشيرًا إلى أنه كان مركزًا تجاريًا نشطًا ومتنوعًا، يضم مختلف السلع والمنتجات، ويعكس الحياة الاقتصادية والاجتماعية آنذاك.
ويوضح أستاذ التاريخ الحديث د. عبد الله المطوع أن تشيزمان خصص ثلاثة فصول في كتابه للحديث عن الحياة في الهفوف، حيث تناول مشاهداته ومقابلاته مع السكان، وكان سوق الخميس من أبرز المعالم التي سلط عليها الضوء.
وأشار تشيزمان إلى أن السوق كان يضم مكاتب لعائلة القصيبي، وكان يعج بأصوات الصفارين والنحاسين الذين يبدأون عملهم منذ الصباح الباكر، حيث كانت أصوات المطارق تدوي طوال اليوم، حتى اعتاد عليها مع مرور الوقت.
وأوضح أن السوق كان يزخر بالبضائع المتنوعة، إذ كانت تُباع فيه الأواني النحاسية، وخاصة دلال القهوة، والتي كان بعضها مصنوعًا محليًا في الأحساء، بينما كان يتم استيراد بعضها الآخر من سوريا. كما لاحظ انتشار صناعة الفخار، حيث كانت الجرار الفخارية تُعرض للبيع في السوق.
أما بالنسبة للملابس، فقد أوضح تشيزمان أن الأقمشة كانت تأتي من مختلف الأماكن، وكان الشماغ يُصنع محليًا في الأحساء، قبل أن تتولى شركة بريطانية إنتاجه، ما أدى إلى اندثار هذه الصناعة بين النساء الأحسائيات مع مرور الوقت. كما أشار إلى أن الهند كانت آنذاك أهم مصدر للأقمشة التي تصل إلى السوق.
ويعد وصف تشيزمان لهذا السوق شهادة تاريخية على النهضة التجارية التي شهدتها الأحساء، حيث كانت مركزًا حيويًا للتجارة، ومعبراً للعديد من المنتجات القادمة من مختلف أنحاء العالم.