جديد الشيخ اليوسف: التسامح في سيرة الإمام علي (ع)

صدر عن مركز عين للدراسات والبحوث المعاصرة في النجف الأشرف كتاب جديد لفضيلة الشيخ عبدالله أحمد اليوسف بعنوان: «التسامح في سيرة الإمام علي » الطبعة الأولى 1445 هـ - 2023 م، ويقع في 95 صفحة بقياس «14 /21».
تناول المؤلف في هذا الكتاب نهج التسامح عند أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب من خلال أقواله وكلماته وحِكَمه النفيسة، وكذلك من حلال سيرته العملية التي ضرب فيها أروع الأمثلة على التسامح؛ وخصوصاً في تعامله مع خصومه ومعارضيه أيام حكمه، فقد كان يتعامل معهم بمنتهى الرحمة والعفو والصفح والرأفة من موقع القدرة والقوة، وأعطاهم حقوقهم كاملة، وهذا من أبرز تجليات التسامح.
وقد بدأ المؤلف في مبحثه الأول للكتاب بتحرير معنى التسامح لغةً واصطلاحًا ومفهومًا، ثم ذكر في المبحث الثاني نماذج من تسامحه الديني والاجتماعي والفكري والسياسي مع ذكر شواهد وأمثلة من سيرته العملية التي تدل على ذلك.
وفي المبحث الثالث تناول المؤلف الحاجة الماسة في واقعنا المعاصر إلى روح التسامح في المجتمعات الإنسانية عامة، والمجتمعات المسلمة خاصة، وضرورة الاقتداء والتأسي يسيرة أمير المؤمنين في ذلك؛ من أجل ترسيخ ثقافة التسامح وتعزيز مفهوم التعايش بين مختلف المكونات الدينية والاجتماعية المتغايرة لبناء السلم الأهلي والعيش بكرامة وسعادة وأمن واستقرار ورخاء وازدهار.
بدأ المؤلف كتابه بمقدمة جاء فيها:
«التسامح فضيلة من الفضائل الأخلاقية والإنسانية النبيلة، وقيمة مهمة من القيم الفضلى التي حثَّ عليها الإسلام، ودعا إلى التحلي بها، وأمر أتباعه بالتخلق بالسماحة والعفو واللين في التعامل والسلوك، وأوصى بالإحسان والبر إلى جميع فئات ومكونات المجتمع حتى يعيش الناس في تعايش ومحبة وانسجام وتآلف».
وقال: «والمجتمعات الإنسانية في الواقع المعاصر بحاجة ماسة وشديدة إلى روح التسامح الفعَّال والتعايش الإيجابي بين مختلف المكونات الدينية والمذهبية والفكرية والثقافية المكونة لكيان المجتمع وإطاره العام».
وأضاف: «ونتيجة للتطور العلمي والتقني والتكنولوجي الهائل في عصرنا الراهن، وخصوصًا في مجال تقنية الاتصالات وشبكات التواصل الاجتماعي، مما جعل من السهل أن تتمازج فيه الثقافات، وتتفاعل بينه الحضارات، وقد ارتفعت فيه الحواجز الزمانية والمكانية بين الشعوب والأمم المختلفة في أرجاء المعمورة؛ مما يجعل التسامح ليس فضيلة وقيمة فحسب؛ وإنما ضرورة ملحة، وحاجة أساسية لتوليد التعاون والتكامل والتعايش بين مختلف الشعوب والأمم، والتفاعل بين الثقافات والحضارات الإنسانية».
وتابع: «وقد بات نشر ثقافة التسامح ووجوب ترسيخه في المجتمع الإسلامي من الأمور المهمة للغاية لبناء السلم الأهلي والتعايش بين مختلف المكونات المجتمعية، خصوصًا مع انتشار ظاهرة الإرهاب والتشدد والتطرف والإقصاء والتهميش المنتشرة في العديد من البلدان الإسلامية».
وعن سبب اختيار المؤلف لدراسة التسامح عند الإمام علي قال: «وفي سيرة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب
، وتجربته العملية أثناء عهده العديد من الشواهد والأمثلة التي تدل على تسامحه وعفوه وصفحه ورأفته ورحمته حتى بأعدائه وخصومه؛ بل أعطاهم كافة حقوقهم رغم معارضتهم له، وهذا ما سنشير إليه في هذا البحث بشيء من البيان والتفصيل».
وأضاف: «وتعد دراسة نهج التسامح عند الإمام علي أكثر من ضروري، لما ترمز إليه شخصيته من مكانة ومقام رفيع، وتراث وفكر ثري، ومنهج ونهج متميز.
إن شخصية الإمام علي شخصية عظيمة ومتميزة وكاملة، وله شأن عظيم، فهو وصي رسول الله ﷺ وخليفته، وأقرب الناس إليه، وأعزهم عليه».
وتابع: «وقد كان الإمام علي شخصية فريدة واستثنائية في تاريخ الإسلام؛ بل في تاريخ الإنسانية بشهادة كل المنصفين من المؤرخين والكتّاَب والمفكرين من أتباع الأديان السماوية والوضعية.
ومن هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب المختصر في دراسة التسامح في سيرة الإمام علي ، وحياته المفعمة بالتجارب والدروس والعبر».
ويتكون هيكلية هذا الكتاب من عدة مباحث رئيسة، ويتفرع من كل مبحث عدة مطالب، وهي كالآتي:
المبحث الأول - في معنى التسامح. ويتفرع منه المطالب الآتية:
المطلب الأول - التسامح لغة.
المطلب الثاني - التسامح اصطلاحًا.
المطلب الثالث - مفهوم التسامح.
المبحث الثاني - نماذج من التسامح عند الإمام علي . ويتفرع منه المطالب الآتية:
المطلب الأول - التسامح الديني.
المطلب الثاني - التسامح الاجتماعي.
المطلب الثالث - التسامح الفكري.
المطلب الرابع - التسامح السياسي.
المبحث الثالث - الحاجة إلى التسامح.
وختم المؤلف كتابه باستخلاص أهم النتائج والدروس المستوحاة من مكوناته ومحتوياته الرئيسة.