آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 12:28 م

الزوجة النكدية

حسين الدخيل *

في الحياة الزوجية، يمكن أن يواجه الزوجان تحديات وصعوبات قد تؤثر على علاقتهما وتؤدي إلى المشاعر السلبية. ومن أبرز المشاكل التي قد يتعرض لها الزوج هي التعامل مع الزوجة النكدية. ولكن قبل التعمق في فهم هذه الظاهرة، من المهم أن نذكر أن ”النكد“ ليس صفة ثابتة في الشخصية، بل هو سلوك قد يظهر في مواقف معينة نتيجة لضغوط أو مشاكل شخصية، اجتماعية، أو نفسية مرت بها الزوجة.

الزوجة النكدية هي الزوجة التي تميل إلى الشكوى المستمرة، والتذمر، والتشاؤم، والتمركز حول السلبيات، مما يؤدي إلى خلق جو من التوتر والإحباط في البيت.

في بعض الأحيان، قد تكون الزوجة قد وضعت متطلبات عالية جدًا على الزوج أو من الحياة بشكل عام، وعندما لا تتحقق هذه التوقعات والمتطلبات ولا يستطيع الزوج تلبيتها لها، تشعر بالإحباط والتشاؤم، وتزيد نكدها على الزوج، وتخلق المشاكل في كل وقت.

قد تكون الزوجة النكدية تعاني من مشكلة صحية، سواء كانت جسدية أو نفسية، مثل الاكتئاب أو القلق، مما يؤثر على مزاجها وسلوكها.

النكد المستمر قد يكون له آثار سلبية كبيرة على العلاقة الزوجية، وبعض الأحيان تكثر المشاكل بين الزوجين وبعض الأحيان يؤدي إلى الانفصال، لأن للزوج طاقة من الصبر يأتي يوما وينفجر، أو تأتي له الأمراض المتنوعة من كثرة المشاكل والنكد عليه من الزوجة النكدية.

أي بمعنى أن الزوج عنده أربعة خيارات برأيي الشخصي.

1. الخيار الأول: الاستسلام لها وتحمل مشاكلها ونكدها عليه طول حياته، حتى تأتيه الأمراض المتنوعة ويفارق الحياة.

2. الخيار الثاني: أن يخرج من المنزل باستمرار ويكون جلوسه بالمنزل قليلا، ويصبر ويطنش كلامها وانتقادها ومشاكلها ونكدها التي لا تنتهي.

3. الخيار الثالث: أن يتزوج عليها، ويذهب إلى زوجته الجديدة، ويرتاح منها، ومن مشاكلها ونكدها

4. الخيار الرابع: أن يطلقها ويفتك منها نهائيا، ويريح نفسه.

وإذا كان الزوجان لديهما أطفال، فقد يؤدي جو النكد في المنزل إلى تأثيرات سلبية على نموهم النفسي والعاطفي. الأطفال حساسون جدًا لبيئة المنزل، ويمكن أن يعكسوا هذا التوتر في سلوكهم.

يمكن للزوج أن يحاول في علاجها، وأن يبادر بعمل أنشطة إيجابية أو مواقف مريحة تساهم في تحسين المزاج، مثل الخروج في نزهات مشتركة أو القيام بأشياء ممتعة معًا، والبعد عن جو المنزل من فترة لأخرى.

في بعض الحالات، قد تكون المشاكل واضحة ويمكن معالجتها. قد يتطلب الأمر من الزوجين التعاون معًا لحل المشاكل المالية أو الأسرية أو المهنية أو العاطفية.

أحيانًا، تحتاج الزوجة النكدية إلى وقت لتجاوز مشاكلها النفسية أو العاطفية. يجب على الزوج أن يكون صبورًا، ويفهم أن هذه التصرفات قد تكون نتاج ضغوط معينة عندها، أو يعتبرها مريضة نفسيا.

الزوجة النكدية ليست بالضرورة شخصًا سيئًا، بل هي ربما ضحية للعديد من الضغوط والمشاعر السلبية. من خلال التواصل الجيد والتفاهم المتبادل، يمكن للزوجين تخطي هذه الصعوبات. كما أن الفهم العميق للأسباب التي تقف وراء سلوك النكد، والقدرة على التعامل معه بحذر وحنكة، سيسهم في تحسين العلاقة الزوجية، ويخلق بيئة صحية وسعيدة لكلا الطرفين.