آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 10:02 م

”ثورة الشك“.. محاضرة تستعيد أم كلثوم وعبد الله الفيصل في القطيف

جهات الإخبارية

استعاد الناقد البحريني البارز، الأستاذ الدكتور علوي الهاشمي، عميد كلية الآداب السابق بجامعة البحرين، ”ثورة الشك“ التي جمعت بين كلمات الأمير عبد الله الفيصل وألحان رياض السنباطي وصوت أم كلثوم، وذلك في محاضرة ألقاها بنادي الخَط الثقافي بالقطيف.

وبدأت الأمسية، التي أدارها الشاعر والإعلامي محمد الفوز، بتقديم سلط الضوء على العلاقة الوثيقة بين الشعر والغناء، وكيف تجسدت هذه العلاقة في ”ثورة الشك“ التي غنتها أم كلثوم عام 1962.

وأشار الفوز إلى أن الأغنية ليست مجرد لغة، بل هي حلم يتطلب إيقاعًا خاصًا، مستعرضًا مفاهيم عدة من خلال اشتغالات الهاشمي النقدية العميقة والمبكرة، خاصة كتابه ”الإيقاع في الشعر العربي“.

وقدّم الهاشمي، خلال المحاضرة التي تضمنت عرضًا مرئيًا، تحليلاً شاملاً لقصيدة ”عواطف حائرة“ التي غيّرت أم كلثوم اسمها إلى ”ثورة الشك“، مؤكدًا أنها أصبحت أيقونة للغناء الفصيح.

وأوضح أن النص الغنائي للقصيدة فتح دائرتها على أكثر من مستوى، بدءًا من دائرة الترنم من خلال القراءة والإلقاء المنغم، وصولًا إلى دائرة الغناء العربي الأوسع بتلحينها وأدائها بصوت أم كلثوم، وهو الصوت الذي وصفه الهاشمي بالأعذب والأهم في تاريخ الغناء العربي المعاصر.

وأشار الهاشمي إلى أن نجاح ”ثورة الشك“ يعود إلى تعاون ثلاث قامات عربية كبيرة: الشاعر عبد الله الفيصل، والملحن رياض السنباطي الذي لحنها على مقام الحجاز كار كورد، والمطربة أم كلثوم.

وتناول الناقد البحريني الجوانب اللغوية والنفسية والموضوعية للقصيدة، مُحللاً استخدام الأساليب اللغوية مثل ”التركيب الدائري“ الذي يعكس حيرة الذات الشاعرة، والفعل ”أكاد“ المكرر الذي يعزز هذه البنية الدائرية.

وتطرق إلى دور قافية النون المكسورة في التعبير عن ضغط الذات الشاعرة.

وامتدت المحاضرة لساعة ونصف، وشهدت تفاعلاً كبيرًا من الحضور النخبوي الذي طالب الهاشمي بالتركيز على حروف أخرى في القصيدة غير النون، إلا أنه أكد على قدرة النون على الاستيعاب، وقدم قصيدة من أحد دواوينه القديمة استجابةً لرغبة الجمهور.

وفي ختام الأمسية، وجه الإعلامي فؤاد نصر الله، رئيس نادي الخَط الثقافي، الشكر للدكتور علوي الهاشمي والشاعر محمد الفوز، والدكتور فريد البيات على دعمه اللوجستي، والجمهور النخبوي على دعمه المستمر لأنشطة النادي.

وأكد نصر الله أن النادي يسعى للمساهمة في المشهد الثقافي المحلي وتقديم رافد معرفي يترك أثرًا في ذاكرة المتلقي.