آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 5:22 م

الهاتف الذكي في المحاضرة: سلوك سلبي أم أداة تعليمية؟

الدكتور نادر الخاطر *

التقدم العلمي أصبح جواد السباق لكل منظمة تريد أن تفوز به. مع انتشار الأجهزة الذكية والهواتف النقالة الحديثة، ثقافة جديدة اقتحمت مساحات المعيشة في الحياة اليومية، ربما استحوذت على نصيب كبير من وقت الشباب في التواصل الاجتماعي واستخراج المعلومات والبحث الأكاديمي.

أصبح الجوال يستخدم في أي وقت ومكان، لكن في بعض الأماكن والأوقات، يراه البعض غير مناسب، خاصة في وقت المحاضرات التعليمية. حيث تباينت الآراء بين عدد من أساتذة الجامعة، فينبغي وضع ضوابط وقوانين من قِبل الأستاذ الجامعي للمحاضرات، مثل عدم استخدام السوشيال ميديا والجوال أثناء المحاضرة، حتى لا يشتت تركيز المجموعة، ولا يستنزف من وقت المحاضرة، حيث يعتبر ذلك من باب الاحترام والذوق المتبادل بين الأستاذ والطالب. ومع ذلك، يصر بعض الطلاب على استخدام الجوال سواء لإرسال رسائلهم الخاصة، أو التفاعل مع السوشيال ميديا.

من تجربتي مع الطلاب في الجامعة، ألاحظ أن أغلب الطلاب يستخدمون الهاتف الذكي في أمور لا تصب في مصلحة المحاضرة؛ مما يشتت انتباههم وتركيزهم مع المحاضر. ربما يستخدم البعض الهاتف في محطات إيجابية. حين استشارتي إلى وكيل قسم كلية الأعمال بجامعة الأصالة، الدكتور ماجد الجويعدي، صرح بأن ينبغي من المحاضر إدارة القاعة الدراسية ووضع قوانين لاستخدام الهاتف، مثل تحذير الطلبة من الانشغال بالهواتف الذكية، ومنعهم من وضع الهاتف أمامهم على طاولة الدراسة، أو تقديم خيار إلى الطالب لاستخدام الجوال في الأمور الشخصية خارج القاعة.

في الضفة الأخرى، ربما يكون استخدام الأجهزة الذكية أمراً إيجابياً. بعض الطلبة يستخدمون أجهزة إلكترونية أخرى كالآيباد لمتابعة الدروس وتصفح شرائح العرض المرئي على الموقع الإلكتروني، وهو أمر إيجابي.

الحاجة إلى استخدام الهواتف الذكية محدودة في الأغراض الأكاديمية. في بعض الأحيان، يكون الهاتف جزءاً من العملية التعليمية، حيث أطلب من الطلاب المشاركة في برامج حديثة تثبت المعلومات، مثل برنامج "كاهوت" أو "منتيميتر" أو "تريفيا ميكر"، وكلها برامج تدعم استخدام الهواتف الذكية. في هذه الحالة، يكون الاستخدام إيجابياً.

بينما الدكتور محمد الشكر، رئيس قسم الموارد البشرية، اقترح حلولاً جذرية، مثل تنبيه الطالب بأن الأستاذ والدكتور الأكاديمي يبذلان مجهوداً في التحضير للدروس وإلقائها في المحاضرات، وينبغي على الطلبة تقدير تلك الجهود بالانتباه والمتابعة.

في النهاية، توجد تحديات في منع الطلبة من استخدام الهواتف الذكية خلال المحاضرة، حيث كل ممنوع مرغوب. لكن إعادة التوجيه وتثقيف الطلبة بأهمية المحاضرة العلمية ربما يجعل الطالب يمتنع من تلقاء نفسه. كما أن حركة المحاضر في الفصل والتمكن من الانتقال الحر بين الطلبة ربما يجعل الطلاب في حرج، ما يجعلهم يتوقفون عن استعمال الهاتف الذكي.