آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 5:22 م

الإصابات بسرطان الثدي في ازدياد مضطرد

عدنان أحمد الحاجي * مقال مترجم

Breast cancer cases projected to rise by nearly 40 per cent by 2050, WHO warns

February 24,2025

حذرت نتائج دراسة [1]  نشرت في مجلة ”نيتشر ميديسن Nature Medicine,“ 24 فبراير 2025 من أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية في الارتفاع فإن العالم سيشهد 3,2 مليون حالة إصابة جديدة بسرطان الثدي [2]  و 1,1 مليون حالة وفاة بسببه كل عام بحلول منتصف هذا القرن.

سيكون العبء أكثر وقعًا في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، لأن الحصول على كشف مبكر وعلاج ورعاية لا يزال محدوداً.

”في كل دقيقة، تشخص أربع نساء بالإصابة بسرطان الثدي في جميع أنحاء العالم وتموت واحدة منهن بسبب هذا المرض، وهذه الإحصائيات تتفاقم،“ قال الدكتور. جوان كيم Joanne Kim, خبيرة في الوكالة الدولية لبحوث السرطان ومؤلف مشارك للتقرير.

وأوضحت أن ”الدول يمكنها التخفيف من هذه الاتجاهات المتصاعدة في عدد الإصابات بسرطان الثدي أو التعافي منها من خلال تبني سياسات الوقاية الأولية، مثل“ أفضل الحلول ”التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية للوقاية من الأمراض غير المعدية، والتركيز على الكشف المبكر والعلاج.“

عبء عالمي متنامٍ

يظل سرطان الثدي هو السرطان الأكثر شيوعًا بين النساء في جميع أنحاء العالم وثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا بشكل عام.

وفي عام 2022 وحده، شُخصت ما يقدر بنحو 2,3 مليون حالة سرطان ثدي جديدة، كما أفيد عن 670 ألف حالة وفاة بسبب هذا النوع من السرطان. بيد أن التقرير سلط الضوء على التفاوت الكبير بين المناطق في عدد الإصابات.

سُجلت أعلى معدلات الإصابة بسرطان الثدي في أستراليا ونيوزيلندا وأميركا الشمالية وشمال أوروبا، بالرغم من أن أدنى معدلات الإصابة سجلت في جنوب ووسط آسيا وأجزاء من أفريقيا.

وفي الوقت نفسه، سجلت أعلى معدلات الوفيات في ميلانيزيا (منطقة من أوقيانوسيا) وبولينيزيا (مجموعة كبيرة من جزر مبعثرة في جنوب ووسط المحيط الهادي) وغرب أفريقيا، حيث ساهم الحصول المحدود على الرعاية الصحية في نتائج سيئة.

العلاقة بين البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بسرطان الثدي والتنمية الاقتصادية قوية: ففي الدول ذات الدخل المرتفع، تبقى 83% من النساء اللاتي شخصن بالإصابة بسرطان الثدي على قيد الحياة، بينما في الدول المنخفضة الدخل، تموت أكثر من نصف النساء اللاتي بسبب سرطان الثدي.

الحاجة الملحة للتحرك

أطلقت منظمة الصحة العالمية مبادرة عالمية لمكافحة سرطان الثدي [3]  في عام 2021، بهدف خفض معدلات الوفيات بسرطان الثدي بنسبة 2,5 في المائة سنويًا، وهو ما قد يمنع 2,5 مليون حالة وفاة بحلول عام 2040.

تركز المبادرة على الكشف المبكر والتشخيص في الوقت المناسب والحصول على العلاج الجيد.

دكتور إيزابيل سورجوماتارام Isabelle Soerjomataram, نائبة رئيس فرع مراقبة السرطان في الوكالة الدولية لبحوث السرطان، أكدت على الحاجة إلى بيانات عالية الجودة عن السرطان من أجل للدفع بسياسات أفضل في المناطق ذات الدخل المنخفض.

وقالت إن ”الاستمرار في التقدم في التشخيص المبكر وتحسين فرص الحصول على العلاج أمر ضروري لمعالجة الفجوة العالمية في سرطان الثدي وضمان تحقيق هدف الحد من المعاناة والوفاة الناجمة عنه من قبل جميع الدول في جميع أنحاء العالم.“

وشدد التقرير على أهمية وجود أنظمة صحية أقوى، وزيادة التمويل المخصص لفحص سرطان الثدي وعلاجه، واعتماد سياسات وقائية فعالة من حيث التكلفة.

ومع الارتفاع المتوقع في أعداد الحالات والوفيات، يواجه المجتمع الدولي تحدياً ملحًا - وهو ما يتطلب اتخاذ إجراءات منسقة للتأكد من عدم فقدان ملايين الأرواح بسبب مرض أصبح باطراد مرضًا قابلًا للوقاية منه وللعلاج.