آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 5:22 م

في عالم السماء

سوزان آل حمود *

كل كائن حي على وجه الأرض له لحظة حاسمة، لحظة ستنتهي فيها حياته ويُرفع فيها روحه إلى خالقها. هذه اللحظة، رغم كونها محورية، تبقى غامضة ومخيفة للكثيرين. كيف سيكون شكل الحياة بعد الموت؟ ما الذي ينتظرنا في عالم السماء؟ إن التفكير في هذا الأمر يثير فينا مشاعر من الخوف والترقب، ولكنه أيضاً يدعونا للاستعداد لهذا اليوم العظيم.

قال رسول الله ﷺ: ”اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا“ هذا الحديث يحمل في طياته دعوة قوية للتفكير في كيفية عيش حياتنا. يجب علينا الاستعداد ليوم الرحيل من خلال بناء علاقة قوية مع الله، والقيام بالأعمال الصالحة، والتوبة عن الذنوب. فالحياة ليست مجرد يوميات نعيشها، بل هي فرصة للتغيير والنمو الروحي. علينا أن نتذكر دائماً أن كل لحظة تمر هي خطوة نحو ذلك اليوم الذي سنقف فيه أمام خالقنا.

تجارب البشر في ارتفاع أرواحهم:

تحدث الكثيرون عن تجاربهم عندما شعروا بأن أرواحهم قد غادرت أجسادهم. هذه التجارب، والتي تُعرف أحياناً بتجارب الاقتراب من الموت، تقدم لنا لمحات عن العالم الآخر. يقول بعضهم إنهم رأوا نوراً ساطعاً، أو شعروا بالسلام العميق، أو حتى التقوا بأحبائهم الذين رحلوا. هذه التجارب تعيد تأكيد أهمية الإيمان والتقرب إلى الله.

تجربتي الشخصية:

حدث لي بالفعل أن رأيت روحي في عالم السماء. كان شعوراً مزيجاً من الرهبة والخوف، حيث أحسست أنني انتقلت إلى مكان مختلف تماماً. كانت هناك ألوان لم أرها من قبل، وأصوات تعزف لحن الحياة الأبدية. هذا المشهد ترك في نفسي أثراً عميقاً استمر معي لفترة من الزمن، بعد هذه التجربة، شعرت أن الله منحني فرصة جديدة لتصحيح مساري، وعليّ أن أستغل هذه الفرصة لأحيا حياة مليئة بالتقوى والإصلاح.

يقول الإمام الشافعي رحمه الله:

إِنَّ لِلَّهِ عِباداً فُطَنا
تَرَكوا الدُنيا وَخافوا الفِتَنا

نَظَروا فيها فَلَمّا عَلِموا
أَنَّها لَيسَت لِحَيٍّ وَطَنا

جَعَلوها لُجَّةً وَاِتَّخَذوا
صالِحَ الأَعمالِ فيها سُفُنا

ختامًا

الحياة على الأرض هي مجرد مرحلة في رحلة طويلة نحو عالم السماء. إن استعدادنا لهذا اليوم ليس مجرد واجب، بل هو فرصة لنعيش حياة مليئة بالمعاني والقيم. يجب علينا أن نعمل بجد لنكون مستعدين لاستقبال أرواحنا في ذلك العالم، حيث الراحة الأبدية والسكينة. فلنجعل كل يوم فرصة جديدة لنقترب من الله، ولنستعد للحظة التي سنقف فيها أمامه، مطمئنين بأن أرواحنا ستنعم بالسلام في عالم السماء.