آخر تحديث: 16 / 3 / 2025م - 11:59 م

دراسة: معطرات الجو ومنتجات التنظيف تهدد صحة الإنسان

جهات الإخبارية

كشفت دراسة حديثة أجراها مهندسون من جامعة بوردو الأمريكية، أن معطرات الهواء ومنتجات التنظيف الشائعة الاستخدام في المنازل، قد تلوث الهواء بطرق غير مرئية، مما يشكل تهديدًا محتملاً لصحة الإنسان.

وتوصلت الدراسة إلى أن العطور الاصطناعية، الموجودة في معطرات الجو والشمع المعطر، تتفاعل مع الأوزون الموجود في الهواء لتشكيل جسيمات نانوية صغيرة جدًا، قادرة على التسلل إلى عمق الجهاز التنفسي، ومنه إلى الأعضاء الأخرى في الجسم.

وأكدت الدراسة على أن هذه الجسيمات النانوية تشكل خطورة خاصة، نظرًا لكونها قد تصل إلى تركيزات عالية في الهواء، مما يزيد من المخاطر الصحية المرتبطة بالتعرض لها.

وفي تصريحات لأستاذ الهندسة المدنية بجامعة بوردو، براندون بور، قال: ”إن التفاعل بين العطور والأوزون في الهواء يؤدي إلى تشكيل مجاميع جزيئية صغيرة تنمو بسرعة لتصبح جسيمات نانوية محمولة في الهواء، وهذه الجسيمات، التي يمكن أن تكون بحجم نانومتر واحد، تشكل خطرًا حقيقيًا على صحة الإنسان.“

من جانبه، أوضح البروفيسور يونغ، الذي قاد فريق البحث في مختبر بوردو لإرشادات تصميم الطاقة، أن استخدام المنتجات المعطرة مثل الشمع المذاب والمطهرات، يؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية متطايرة تتفاعل مع الأوزون لتكوين الجسيمات النانوية.

وأضاف أن نتائج الأبحاث تشير إلى أن هذه المنتجات قد تلوث الهواء الداخلي أكثر من المتوقع، بما في ذلك الشمع المعطر، الذي يتم الترويج له عادة على أنه غير سام.

وبحسب الدراسة، تتراكم هذه الجسيمات النانوية داخل الرئتين، مسببة تلوثًا داخليًا مشابهًا أو حتى أكبر من التلوث الناتج عن محركات السيارات أو مواقد الغاز.

ومع تزايد استخدام هذه المنتجات في المنازل، دعا الباحثون إلى إجراء المزيد من الدراسات لفهم تأثير استنشاق هذه الجسيمات النانوية على الصحة العامة.

وقد استخدم الباحثون في دراستهم مختبرًا منزليًا فريدًا من نوعه، والذي سمح لهم بتتبع تأثيرات المنتجات اليومية على جودة الهواء الداخلي.

واختتم بور حديثه قائلًا: ”من خلال البيانات التي جمعناها من هذا المختبر، نأمل في تحسين كيفية مراقبة وتحسين جودة الهواء الداخلي، وتقديم حلول عملية لتحسين بيئات العيش والعمل، وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بها.“