آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 7:17 ص

فيضُ المرايا

عماد آل عبيدان

فيضُ المرايا

في العشقِ أبدأُ، والخيالُ جوازُهُ،
حرفٌ يُضيءُ به الغرامُ ويُزهرُ

وأغوصُ في بحرِ الهوى مستلهمًا
سرَّ الحنينِ إذا القلوبُ تُكدِّرُ

في نبضِ قافيةٍ أسيرُ كأنني
طيفٌ يُحلِّقُ في الفضاءِ ويُسحِرُ

أُحيي القلوبَ بعذبِ لحنٍ صادقٍ
فيهِ المحبةُ، للوجودِ تُعبِّرُ

والشعرُ فيضُ الروحِ حينَ تصوغُهُ
أنغامُ وجدٍ كالضياءِ تُنوِّرُ

فأصيرُ شمسَ العشقِ ، يُشعِلُ لمسُها
نبضَ القلوبِ، إذا الهوى يتكَّدَرُ

وأذوبُ في لحنِ الغرامِ كأنني
وترٌ يرددُ بالأنينِ ويُسحِرُ

أهدي القلوبَ شغافَ شوقٍ ناعمٍ
يروي القلوبَ إذا الجراحُ تُدمِّرُ

في كلِّ بيتٍ أرتقي أفقَ السّما
حرفي جناحٌ، والمعاني تأسرُ

أروي القصيدَ بشهقةٍ مُشتاقةٍ
حتى يُغازلني البديعُ ويُثمِرُ

وأصوغُ من نبضِ الحياةِ قصيدةً
تنسابُ كالخمرِ العتيقِ وتُسكرُ

أعطيتُ للعشقِ الخلودَ أناملي
حتى تغنّى بالهوى وتحرّرُ

وأتيتُ أعبُرُ من شعاعِ تأمّلي
للحبِّ، حيثُ النورُ يُصقلُ جوهَرُ

أبني على وهمِ الجمالِ ممالكًا
نبضًا وشوقًا، لا يُحاصرُ أقدَرُ

أهدي النجومَ قصيدتي فتُضيئُها
ويثورُ في كفِّ السماءِ تحيُّرُ

ما الشعرُ إلا بسمةٌ عاشَ الهوى
فيها، وعرشٌ من غرامٍ يُعمَّرُ

يا من تهيمُ بحبِّ حرفي مُغرمًا
خذ من يدي نبضَ الحروفِ وأسْكرُ

سنُحلِّقُ الأحلامَ فوق مدارِها
حيثُ القلوبُ بأمنياتٍ تكبُرُ

للعشقِ مملكةُ ارتقيتُ مآذناً
تُصغي لقلبي كلَّما كانَ يُجهِرُ

فبنيتُ أحلامَ الخيالِ معاولي
كالنورِ يسري في الضلوعِ ويُؤثِرُ

وأُداعبُ اللحنَ الغرامَ بأصبعي
فتفيقُ أزهاراً وطراً تُزهِرُ

كلُّ الحروفِ إذا ارتوتْ من مهجتي
تدوي لهيبًا في القلوبِ وتُسفِرُ

يا عاشقَ الأرواحِ، خذني نسمةً
تسري إليكَ فتستقي وتُعطِّرُ

ما بين نبضي والشعورِ شريعةٌ
تحيا بها الأرواحُ حُبًّا يزأرُ

فالعشقُ أسمى من حدودِ معاجمٍ
قد يعجزُ الوصفُ الكبيرُ ويُقصِّرُ

خذني إليكَ كما السحابِ بِرِقَّةٍ
يُحيي الحقولَ بحبِّهِ ويحرِّرُ