آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 10:02 م

شذرات من سيرة المرحوم الحاج علي بن عبدالله بن محمد المدن

طاهر بن محمد المدن *

هو المرحوم الحاج علي بن عبدالله بن محمد بن أحمد بن الشيخ مدن بن الشيخ حسن بن الشيخ سعيد بن الشيخ عبدالله بن العلامة الشيخ ناصر بن المرحوم الأسعد الشيخ محمد الجارودي، من أهالي قرية الجارودية، ولد تقريبًا سنة 1340 هـ، وهو الأخ الأكبر للمرحوم الحاج صالح الذي كتبت عنه قبل فترة، وهو وأخوه صالح أشقاء ووالدتهما هي السيدة شريفة بنت حسين بن هاشم آل علي.

ولد وترعرع في بيت والده الحالي بالجارودية «بيت حجي عبدالله»، وقد درس عند نشأته القرآن مع أخيه على يد الملا مهدي بن محمد الحبيل المُلقب بالكشفي، ولانحصار العمل بالزراعة في الماضي لم يكن له بد إلا العمل في الفلاحة في البداية حيث كان يعمل في المزارع التي استأجرها أبوه والتي منها: السَّلَّامِيَّة - التي بقيت فيه عائلته لأكثر من سبعين سنة - والبَدْع والطَّنَازَة، إضافة لعمله في مزارع أبيه كان يُطلب من قبل المزارعين للعمل في مزارعهم بمقابل يومي ومن أكثر المزارع التي طُلب للعمل فيها هي مزرعة بْرَيْد ملك المرحوم علي بن بدر العيد، بعد فترة من العمل في الفلاحة عمل الحاج علي في «اليَبَل» كما يسمى محليًّا بقرية الجارودية ويعنى بالكلمة «الجَبَل» وهو جبل الظهران موقع شركة أرامكو، وقد عمل الحاج علي بأرامكو إلى حين التفاته إلى أن العمل الحر اليومي أفضل مدخولًا من العمل بأرامكو فترك أرامكو وعمل في الفلاحة من جديد وبالتحديد عمل ك «گراش» وهو مصطلح محلي يعني المزارع الذي يعمل في الأرض ولا يصعد النخلة، على عكس الذي يصعد النخلة فهو يسمى بالفلاح، فالگراش يَعْمُر ويَحْرُث ويَسْمُد ويزرع، وإلى جانب هذه الأعمال قد يصعد النخيل القصيرة.

عند ظهور مشروع الري والصرف بالقطيف أو مشروع التحسين الزراعي التحق الحاج علي للعمل بالمؤسسة عام 1977 م تقريبًا بنظام الأجر اليومي واستمر في العمل بالمؤسسة لحين تقاعده عام 2003 م تقريبًا وقد كان العمل بالمؤسسة يحوي نوعًا من الاستقرار أكثر مما سبق من الأعمال السابقة، كانت طبيعة عمله في صيانة المصارف الزراعية في تنظيفها والاهتمام بها بشكل دوري، وقد كان السيد حبيب إبراهيم آل ناصر من أهالي الجارودية من زملائه في العمل بالمؤسسة، حيث كان عملهم هذا يغطي مناطق حيز مشروع الري في الأنحاء المغطاة بمحافظة القطيف، إلى جانب العمل بالمؤسسة استأجر أخوه الحاج صالح مزرعة «المْرَبَّعَة» لسبع سنين وقد الحاج علي مع أخيه فيها ثم تركاه واكتفيا بالسلامية.

تطوع الحاج علي لسنين طويلة في إكرام الموتى في الحفر والدفن لسنين طويلة وأصبح أخيرًا المسؤول الأول على عملية الحفر والدفن عند حدوث حالات الوفاة بالجارودية، وقد ورث هذا العمل الخير من والده وَوَرَّثَّهُ هو بدوره لأبنائه أيضًا، وانتقل رحمه الله بعد مرضه لرحمة ربه الواسعة في 13 ربيع الأول سنة 1426 هـ.


كاتب مهتم بالتراث