آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 10:02 م

المملكة تحتضن العالم.. أفعال سبقت الأقوال

عبد الفتاح الدبيس

اختيار المملكة العربية السعودية لاستضافة نسخة نهائيات كأس العالم 2034 م، اتكأ على عدة معطيات رافقت ملفها الذي قُدِمَ للمسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم ”فيفا“، وهذه المعطيات أثبتت لكلِّ ذي بصيرةٍ أن أفعال المملكة ولله الحمد سبقت أقوالها، وهذا المنطق ليس بغريب أبداً، لأن الملف الخاص لاستضافة هذا الحدث العالمي الضخم أُسنِد لكوكبة مهنيةٍ - احترافية كفوءةٍ يرأسها قائدٌ مُلهمٌ يملك البصيرة النافذة والنظرة الثاقبة، إنه عرّاب رؤية المملكة 2030 م ولي العهد الأمين حفظه الله ورعاه.

استضافات عُمدّت بالنجاح

الاستضافات التي احتضنتها مملكتنا العزيزة في السنوات الأخيرة للعديد من الأحداث الرياضية الكبرى على سبيل المثال لا الحصر:

الفورميلا 1 - الملاكمة - كأس السوبر الإسباني والإيطالي وكأس العالم للأندية...

أكدّت بما لا يدع مجالا للشك علو كعب المملكة العربية السعودية في مجالات:

- الإعداد الرائع.

- التخطيط الشامل.

- التنفيذ المتقَن.

- المتابعة الدقيقة.

لماذا هذه المدن؟

اختيار المملكة لمدن: الرياض - جدة - الخبر - أبها ونيوم تم بناءً على عوامل عديدة يأتي في مقدمها الموقع الجغرافي الغني؛ والتنوع الثقافي الذي ستقدمه المملكة لزوارها من مختلف دول العالم.

فالرياض علاوة على كونها العاصمة فإنها تتميز بمقومات سياحية - ثقافية - مواقع تاريخية - متاحف - معالم حضرية مثل: قصر المصمك - بُرجَي الفيصلية والمملكة وحديقة الملك عبد الله، كما أن الرياض تعد مركزاً جاذباً للقطاع الخاص والشركات الكبرى المتعددة الجنسيات.

أما أهم ما يميز مدينتَي: ”جدة والخبر“، هو مظاهرهما الجمالية؛ وطبيعتهما المتمثلة في البحيرات والسهول الطينية والكثبان الرملية والشواطئ الممتدة على طول ساحل البحر؛ والشِعاب المرجانية الساحرة؛ وكذلك تنوعهما الثقافي وعاداتهما وتقاليدهما الأصيلة.

وإذا ما انتقلنا إلى مدينة ”أبها“، فإنها تتميز بأجمل المصايف نظراً لأجوائها الخلاّبة على مدار العام؛ فهي تعد أيقونة الضباب، إضافة إلى أنها جمعت الجمال في جبالها الخضراء وسهولها ومبانيها التراثية الملونة.

وأما عن أهمية موقع ومكانة مدينة ”نيوم“، فإنها تتميز بمناخها المعتدل؛ وتضاريسها المتنوعة؛ وشواطئها المشمسة؛ وجبالها التي تكسوها الثلوج، إضافةً إلى احتوائها مشروع ”ذا لاين“ الحضاري وامتدادها بين ثلاث دول: السعودية - الأردن ومصر.

تقييم استثنائي دلالة واعتبارات

حصول ملف ترشح السعودية لاستضافة نهائيات كأس العالم 2034 م على أعلى نسبة تقييم فني على مر تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم ”فيفا“، تم بناء على شواهد متعددة من ضمنها: قيام وفد من ”فيفا“ بجولةٍ تفقدية للوقوف على أدق التفاصيل تدعم استضافة هذا الحدث العالمي؛ لأن الزيارة التي قام بها الوفد شملت مدن استضافة هذه البطولة والاطلاع على الخطط الشاملة وكافة الاستعدادات الخاصة المتعلقة بتواجد «48» منتخباً في دولة واحدة وهي «المملكة العربية السعودية» لأول مرةٍ عبر التاريخ، ومن الجدير ذكره أيضاً أن التقييم يشمل مجالات متعددة من ضمنها: رؤية اتحاد فيفا للبطولة - المقاييس الرئيسة المعتمدة - البنية التحتية والخدمات - الجوانب التجارية والاستدامة وحقوق الإنسان، وفي هذا الصدد نستشهد بقول وزير الرياضة في المملكة عندما خاطب الاتحاد الدولي لكرة القدم ”فيفا“ قائلاً: ”نَعِدُكُم بأن تكون هذه البطولة أفضل نسخة لكأس العالم في التاريخ“.

مسك الختام، نقول إن هذا الاستحقاق الاستثنائي الرياضي، وكذلك غيره من الاستحقاقات القادمة في مجالاتٍ متعددةٍ أخرى بإذن الله تعالى، هي من نتاجات الرؤية الشاملة لهذا الوطن المعطاء، حفظ الله مملكتنا الحبيبة وأدام علينا نعمة الأمن والأمان في ظل حكومتنا الرشيدة.