«التسول المبتكر».. ظاهرة جديدة لاستغلال عطف السعوديين

في ظاهرة مقلقة، رصدت ”جهات“ تحولاً في أشكال التسول التقليدي في شوارع المملكة، لينتشر ”التسول المبتكر“ مستغلاً أبواب المحلات التجارية والمطاعم والصيدليات.
بات المحتالون يلجأون إلى أساليب ملتوية لاستجداء المارة بحجج واهية، منها ادعاء المرض وعدم القدرة على شراء الدواء ثم ارجاع الدواء للصيدلية واستلام ثمنه منها، أو الحاجة إلى المال لشراء الطعام، أو حتى الوقود لسيارة متعطلة كذبا.
ويستغل هؤلاء المحتالون عطف وكرم المجتمع السعودي للحصول على المال بطرق غير مشروعة، الأمر الذي أثار استياءً واسعاً، مطالباً بضرورة معالجة هذه المشكلة المتفاقمة.
ويرجع انتشار هذه الظاهرة إلى ضعف الوازع الديني، وثقافة ”الاستحقاق“ لدى البعض، إضافة إلى سهولة الحصول على المال بهذه الطريقة.
يواجه الكثيرون صعوبة في التمييز بين المحتاج الصادق والمحتال، ما يجعلهم عرضة للاستغلال، مؤكدين ضرورة التعامل بحذر وتوخي اليقظة لتجنب الوقوع ضحية لهذه الأساليب الملتوية.
تتنوع أساليب المحتالين، فمنهم من يدعي الحاجة لشراء الدواء، ليقوم بإعادته إلى الصيدلية للحصول على ثمنه، ومنهم من يطلب المساعدة في دفع ثمن الطعام، ثم يفاجئ المحسن بفاتورة مبالغ فيها.
روى المواطن ”محمد المحسن“ تعرضه لموقف مشابه، عندما ادعى شخص أنه بحاجة إلى المال لملء خزان سيارته، وعندما عرض عليه دفع ثمن الوقود للمحطة مباشرة، رفض وغادر المكان.
في المقابل، أكد المواطن ”علي الصادق“ مصادفته سيدة أمام أحد المخابز تطلب المساعدة لشراء الطعام، وكانت صادقة بالفعل واكتفت بأخذ ما تحتاجه فقط.
في المقابل، نجحت الجهات الرسمية في المملكة في الحد من التسول التقليدي، وقدمت الدعم الحكومي والأهلي عبر الجمعيات الخيرية، إلا أن التسول اتخذ أشكالاً جديدة، فانتقل إلى العالم الافتراضي بأساليب مبتكرة.
وأكد الشيخ محمد الحرز أن الإسلام يحث على التصدق وإعانة المحتاجين، لكن يجب التأكد من صدق حاجة الشخص، وعدم التردد في رفض إعطاء المال لمن ي شك في أمره.
وأوضحت الأخصائية الاجتماعية مريم الصالح أن هذه الظاهرة تمثل خللاً في النسيج الاجتماعي، مطالبة بتكاتف جهود الجهات المختصة لمواجهتها.
وشددت الأخصائية النفسية الدكتورة نورة الحماد على أهمية التوعية بمخاطر هذه الظاهرة، مؤكدة أن الوقوع ضحية للمحتالين قد يؤدي إلى شعور المحسن بالإحباط، وفقدان الثقة بالآخرين.