”أمل“.. رواية جديدة للعسيف تروي قصة فتاة تتحدى ”الصلب المشقوق“

في أمسية ثقافية، احتضن مركز الحبيب للعلاج الطبيعي بسيهات حفل توقيع رواية ”مذكرات أمل“ للكاتب رضى منصور العسيف، مساء الاثنين. وشهد الحفل حضورًا لافتًا من محبي الأدب والثقافة والإعلام، الذين جاؤوا للاحتفاء بهذا العمل الأدبي الملهم.
وتدور أحداث الرواية حول فتاة تدعى ”أمل“ تعاني من مرض ”الصلب المشقوق“ منذ الولادة، وهي حالة طبية نادرة تصيب العمود الفقري ويمكن أن تصاب بالشلل، أو تصاب بأمراض الجهاز العصبي أو مشاكل في المثانة مثل ما كانت تعاني هذه الفتاة منها.
واستلهم الكاتب شخصية أمل من مريضة حقيقية قابلته في عيادته، حيث يعمل أخصائي تغذية علاجية في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر.
وفي حديث خاص لـ ”جهات الإخبارية“، كشف العسيف عن رحلته في كتابة الرواية، وكيف استطاع المزج بين الواقع والخيال في تصوير يوميات ”أمل“ قائلاً: ”بدأت القصة ببعض المعلومات الواقعية عن حياة أمل، مثل تاريخ ميلادها الذي تزامن مع غزو الكويت، ثم انطلقت بخيالي لتصوير الأحداث التي عاشتها في تلك الفترة، مستعينًا ببعض تفاصيل حياتها ومشاعرها.“
وأكد العسيف أهمية الخيال في كتابة الرواية، مشيرًا إلى أنه ساعده على تصوير المشاهد بصورة حية ومؤثرة، كما في مشهد وفاة شقيق أمل أو استعدادها لإجراء عملية جراحية.
وتأتي هذه الرواية، التي نسجها العسيف ببراعة، لتروي قصة فتاة تواجه تحديات ”الصلب المشقوق“ منذ ولادتها، مستوحاة من تجربته كاختصاصي تغذية علاجية، حيث التقى بـ ”أمل“ في عيادته، وقرر أن يوثق رحلتها بين الواقع والخيال، ليقدم للقارئ عملاً إنسانياً مؤثراً.
وحول التحديات التي واجهها، أشار العسيف إلى حرصه على تقديم معلومات طبية دقيقة دون الخوض في التفاصيل، مؤكداً أن الرواية تحمل رسائل مهمة عن أهمية الأمل والتفاؤل في مواجهة التحديات الصحية، وضرورة التوعية بـ ”الصلب المشقوق“ وأسبابه.
وأوضح أن القصة بها رسائل عديدة من هذه الرسائل رسالة إلى الأسرة المكونة من مجموعة من الأفراد ولكن لديهم حالة من الانسجام، وأمل هي المولود الثالث من العائلة ولديها شقيقين لا يعانون من المرض وهي التي قد أصيبت ولديها أخت رابعة وكانوا يعيشون حالة من الانسجام وهي واحدة من الرسائل التي أردت أن أوصلها في هذه القصة أنه الأسرة لابد أن تعيش حالة من الانسجام والألفة فيما بينهم والإخوان يعيشون مع بعضهم البعض.
وبين ان الاسم في حد ذاته عمل حالة من التفاؤل والاطمئنان وتعطي حالة من رية المستقبل والاسم بحد ذاته يعطي استشراق وأمل وتفاؤل وأردت أن أوصلها للقراء أنه مهما كانت الأحداث لابد عدم فقدان الأمل، وكل فصل وكل حلقه كانت لدي همسة معينة وكانت تحت مسمى همسة أمل، وخلاصة هذه الأحداث لهذه الحلقة كنت اختمها بهمسة معينة تعطي أمل وتعطي تفاؤل إلى القارئ.
أنه سعى من خلال هذه الرواية إلى تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها مرضى ”الصلب المشقوق“، وتعزيز الوعي بهذا المرض، إلى جانب نشر رسائل الأمل والتفاؤل في نفوس المرضى وعائلاتهم.
وأكد العسيف أن عمله كاختصاصي تغذية أثرى كتاباته الأدبية، حيث استلهم العديد من قصصه من تجارب مرضاه، مشيراً إلى أنه يطمح لتقديم روايات أخرى مستوحاة من واقع المستشفيات وما تحمله من قصص إنسانية مؤثرة. منها قصى ”عفاف“ المريضة التي كانت تعاني من النحافة الشديدة وتكلمت معها وكتبت القصة بشكل متسلسل عن كيفية معاناة الفتاة من النحافة، وما هي المشاكل التي تعاني منها ولكن لم أنشرها في مواقع الكترونية وجعلتها مطبوعة لدي بالشكل التقليدي.
وحول دور الأدب في نشر الوعي الصحي، أكد العسيف على أهمية توظيف الأدب بمختلف أشكاله في خدمة المرضى، وبث الأمل في نفوسهم، مشيرا إلى ان هذه القصة تبين لنا أن المريض استطاع أن يتحدى هذا المرض وكيفية تجاوز الأزمة، ولقد رأيت مرضى كانوا على وشك مغادرة الحياة ولكن كان لديهم أمل واستطاعوا أن يتغلبوا على مأساتهم وعلى مرضهم وقاوموه.
وقال: ”يستطيع الأدب أن يلعب دورًا هامًا في تخفيف معاناة المرضى وإلهامهم الأمل والقوة. وأدعو جميع الكتاب إلى تسخير أقلامهم لخدمة هذه القضية الإنسانية النبيلة.“
وحول الرسائل التي أراد إيصالها من خلال الرواية، قال العسيف: ”تحمل“ مذكرات أمل ”العديد من الرسائل الإنسانية، منها التوعية بمرض الصلب المشقوق والتحديات التي يواجهها المرضى، وأهمية التفاؤل والإرادة في التغلب على الصعاب. كما تسلط الرواية الضوء على أهمية الترابط الأسري ودعم المريض نفسيًا ومعنويًا.“
وتحدث العسيف عن تجربته في الكتابة لصحيفة ”جهات“، قائلاً: ”لقد كانت تجربة غنية ومفيدة، ساهمت في تعزيز ثقافتي وتطوير مهاراتي الكتابية. وأشكر القائمين على الصحيفة على دعمهم وتشجيعهم.“
وفي ختام حديثه لـ ”جهات الإخبارية“، لم يستبعد العسيف إمكانية تحويل ”مذكرات أمل“ إلى عمل سينمائي أو تلفزيوني، نظراً لما تحمله من مشاعر إنسانية قوية وحبكة درامية مشوقة.
واختتم العسيف حديثه قائلاً: ”نحن بحاجة إلى المزيد من القصص التي تحمل المعاني الإنسانية وتبث الأمل في نفوس الناس. قصص تلهمنا الشجاعة والمثابرة في مواجهة التحديات.“
يذكر أن رضى منصور العسيف هو أخصائي تغذية علاجية وكاتب له العديد من القصص والمقالات في الصحف والمجلات المحلية. وقد صدرت له ثلاث روايات حتى الآن هي: ”أمل“ و”رحمة“ و”دادستان“.