آخر تحديث: 22 / 4 / 2025م - 2:05 م

”اليونسكو“: 62% من صناع المحتوى الرقمي لا يتحققون من المعلومات قبل نشرها

جهات الإخبارية

كشفت دراسة استقصائية جديدة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ”اليونسكو“ أن أكثر من 6 من كل 10 من صناع المحتوى الرقمي لا يقومون بالتحقق الدقيق والمنهجي من المعلومات قبل مشاركتها مع متابعيهم، فيما أبدى 73% منهم رغبتهم في تلقي التدريب اللازم لتعزيز مهاراتهم في هذا المجال.

وأطلقت ”اليونسكو“، استجابةً لهذا التحدي، أول دورة تدريبية عالمية من نوعها هذا الشهر، وسجل فيها حتى الآن أكثر من 9000 مشارك من 160 دولة.

وأكدت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، أن صناع المحتوى الرقمي أصبحوا جزءًا لا يتجزأ من منظومة المعلومات، ويتفاعلون مع ملايين الأشخاص يوميًا في مختلف المجالات، لكنهم يواجهون تحديات كبيرة في مواجهة التضليل وخطاب الكراهية عبر الإنترنت.

وأوضحت أزولاي أن ”اليونسكو“، ومن خلال تفويضها لتعزيز التربية الإعلامية والمعلوماتية، ستدعم صناع المحتوى عبر هذه الدورة التدريبية العالمية الأولى من نوعها.

”وراء الشاشات“

وتعد دراسة اليونسكو ”وراء الشاشات“ أول تحليل عالمي يسلط الضوء على دوافع صناع المحتوى الرقمي وممارساتهم والتحديات التي يواجهونها.

وشملت الدراسة 500 مؤثر في 45 دولة، وأجريت بالتعاون مع فريق بحثي متخصص من جامعة بولينغ غرين ستيت في الولايات المتحدة.

وأظهرت الدراسة أن التحقق من الحقائق ليس ممارسة شائعة بين صناع المحتوى، وأن 42% من المشاركين يعتمدون على ”عدد الإعجابات والمشاركات“ كمؤشر رئيسي لمصداقية المعلومات! في حين يستخدم 21% معلومات وصلتهم ”من أصدقاء يثقون بهم“، بينما يعتمد 19% على ”سمعة“ المؤلف أو الناشر الأصلي للمحتوى.

الصحفيون.. مصدر دعم مهم

ولفتت الدراسة إلى أن الصحفيين يمكن أن يشكلوا مصدر دعم كبير لصناع المحتوى للتحقق من المعلومات، لكن التعاون بين الطرفين لا يزال محدودًا.

وسائل الإعلام التقليدية.. في المرتبة الثالثة

وجاءت وسائل الإعلام التقليدية في المرتبة الثالثة ”36,9%“ كمصدر للمعلومات لصناع المحتوى، بعد تجاربهم الشخصية وأبحاثهم.

غياب الوعي القانوني

وكشفت الدراسة أيضًا أن 59% من صناع المحتوى الرقمي إما غير مطلعين أو لديهم معرفة سطحية بالأطر التنظيمية والمعايير الدولية المتعلقة بالاتصالات الرقمية، كما أن 56,4% فقط على دراية ببرامج تدريبية موجهة إليهم، ومن هؤلاء شارك 13,9% فقط في مثل هذه البرامج.

وأشارت ”اليونسكو“ إلى أن هذا النقص في الوعي يعرض صناع المحتوى لحالة من الغموض القانوني، مما يجعلهم عرضة للملاحقة القانونية في بعض الدول، ويمنعهم من حماية حقوقهم عندما يكونون هم أنفسهم ضحايا لممارسات غير قانونية على الإنترنت.

التعرض لخطاب الكراهية

وعلى سبيل المثال، أبلغ قرابة ثلث صناع المحتوى ”32,3%“ أنهم تعرضوا لخطاب كراهية، لكن 20,4% فقط أبلغوا المنصة الاجتماعية عن هذه الحالات.

دورة تدريبية عالمية

واستجابةً لرغبة 73% من المشاركين في تلقي التدريب، تعاونت اليونسكو مع مركز ”نايت“ للصحافة في الأمريكيتين لتطوير أول دورة تدريبية عالمية تستمر لمدة شهر، تهدف إلى تزويد صناع المحتوى بالمعرفة اللازمة لمواجهة التضليل وخطاب الكراهية، وتعزيز فهمهم للمعايير الدولية لحرية التعبير والمعلومات.

وتم تطوير محتوى الدورة بالشراكة مع خبراء في الإعلام والمعلومات ومجموعة من أبرز المؤثرين العالميين، ليعكس الواقع الذي يواجهه صناع المحتوى الرقمي.

9000 مشارك من 160 دولة

وبدأت الدورة مؤخرًا وتستمر لمدة أربعة أسابيع، بمشاركة أكثر من 9000 شخص من 160 دولة، ويتلقى المشاركون تدريبًا على استخدام مصادر متنوعة للحصول على المعلومات، وتقييمها والتحقق من صحتها، والشفافية حول مصادرهم، كما يتعلمون التعرف على المعلومات المضللة وخطاب الكراهية وتفنيدها، والتعاون مع الصحفيين لتعزيز نشر المعلومات الدقيقة.

مجتمع الممارسات الجيدة

وبعد انتهاء الدورة، ستعمل اليونسكو على بناء مجتمع يشارك الممارسات الجيدة ويعزز نزاهة المعلومات، مع رفع الوعي بين صناع المحتوى.