الشيخ العايش: لا يمكن لوم الإنسان على حب الشهوات.. والحل في «التوجيه»

أكد الشيخ حسين العايش، أن توق الإنسان نحو النساء والأبناء والمال والخيل وغيرها، أمر فطري جبل عليه الإنسان، ولا يمكن أن يلام عليه.
وأشار في محاضرة له مؤخرًا، بجامع الإمام علي ع بالأحساء، في تفسير آية ”زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ? ذَ?لِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا“، إلى أن المخاطب في النساء يشمل الذكر والانثى فالأول ينجذب ويسعى، والثاني بما لديه من مقومات الإغراء، لافتًا إلى قوة الغريزة الجنسية في بعثه نحو ما يتوق إليه.
وأوضح أن حب البنين لدى الإنسان كبير ويصل للتضحية بالنفس لأنه يرى استمرار وجوده بهم، محذرًا من الميل الذي يصل للتخلي عن المباديء أو الانحراف عن السراط السوي من أجلهم.
وأشار إلى حب المال الذي كلما زاد، ازداد الإنسان سعيًا لإكثاره، والمقنطرة تدل على الإحكام أي أن بالمال يحكم الإنسان أموره.
وقال: إن حب الإنسان للخيل منذ القدم في مد النفوذ والقوة وحب الجمال، مشيرًا إلى علاقة الإنسان القوية بالأنعام بشكل عام، والتي بها يطور أموره ويزرع ويحرث وفي الإنتاج وغيرها.
وذكر أن كل هذه الأمور الفطرية من توق الإنسان للشهوات لا بد له من استغلالها بشكل صحيح؛ كي تصل به إلى رضوان الله والكمالات والمراتب العالية في الآخرة.
وأضاف: ليس صحيح ما فعله اليهود والنصارى في التعامل مع تلك الشهوات، فبعضهم مال معها، وبعضهم تركها، والصحيح هو التعامل معها كما أمر الله ”وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغِ الفساد في الأرض“.
وذكر أن تلك الشهوات كما تعبر الآية هي زينة لكي ليصل بها الناس إلى الكمالات والمراتب العالية في الآخرة والذي لا يتأتى إلا باستخدام تلك الموارد، وليس زينة لهم، كما يحاول الشيطان بذلك اغوائهم ليشدهم إلى الأرض ويصدهم عن الله.
وبيّن الشيخ العايش أهمية الرياضة الروحية التي قد يهملها البعض، ويحصرون اهتمامهم في البدنية، مشيراً إلى أن تحقيق الأولى أصعب بمراحل.
وقال: إن الرياضة الروحية تحتاج إلى ”بذل جهد وصبر وعلم وحكمة وتعوّد“، مشيرًا إلى أن للصبر أقسام ومنه نهي النفس عن الهوى والمعاصي.
وتابع: لا بدّ من ”العلم“ فهناك مقاييس وضوابط لتأدية العبادات والمعاملات المختلفة للوصول إلى التقوى، ولابد من ”الحكمة“ في تأديتها رويداً رويداً حتى لا تمل النفس من الحمل الثقيل فتترك كل شيء.
ودعا إلى أهمية التدرب والاستمرار للوصول إلى الإتقان في الرياضة الروحية، وتعوّد الخير والطاعة، لأنه إذا اعتاد الإنسان فعل شيء فانه يرسّخ جذوره في كنه وجوده.