مشاركون في جولة «وسط الهفوف»: الأحساء غنية بالآثار والتراث العمراني

وثق عدد من الفوتوغرافيين، الجولة السياحية التراثية بوسط الأحساء ”الهفوف“، التي نظمتها شعبة المنطقة الشرقية لعلوم العمران.
وقال عضو الجمعية عبدالعزيز العمير: إن الجولة تراثية معمارية، وإن ما خلفه الأجداد والآباء من تراث هي رسائل، وبنظرتكم ستتعرفون على ما قدموه.
ويوضح الفيديو انطلاق المتجولين إلى ”بيت الملا بيت البيعة“، ثم مرورهم على حي ”الكوت“، حيث بين العمير أن سبب التسمية يعود إلى كل ماهو ”شديد التحصين“ فكان هذا الحي محصن من جميع الجوانب، وحوله سور، وفوقه 30 برج حماية، ودروازتين أو بوابتين رئيسيتين، الشمالية وتسمى بدروازة الفتح أو الخير، والشرقية المقابلة لسوق القيصرية وتسمى بدروازة العليمي، وهي أحد المدخلين الرئيسيين للحي.
ومرّ المشاركون على ”الأقاسي“ الذي يحوي بالأسفل المربعة والليوان، وغرفة چصة وداخلها كندوج وغرف، وهناك غرف فوقية، وسطوح وسطوح أعلى منها ”العلا“ وتحتوي على غرف أيضاً.
وعن ”الاستفادة من المساحات“، بين العمير أنه إذا كانت الغرفة كبيرة كان الأهل يقسمونها إلى غرفتين عند تعدد الإخوة، وإذا كان بداخلها غرفة علوية بدرج يطلق عليها ”كندية“.
ولفت إلى نافذة بغطاء في مقدمة المنزل تطل على الشارع، لتتاكد النساء من هوية الطارق، فإذا كان رجل وصاحب الدار غير موجود لا تجيبه فينصرف.
وبعد المرور على الساباط وهو طريق ضيق، تم الذهاب إلى ”مدرسة الهفوف الأولى - الأميرية“، أوضح العمير أن التعليم بالاحساء مر بمراحل بداية من الكتاتيب، والمساجد، ثم المدارس الشرعية، وشبه النظامية، ثم النظامية عام 1356، متمثلة بهذه المدرسة التي تعد أول مدرسة نظامية في المنطقة الشرقية.
وانتهت الجولة بتسوق المتجولين بسوق القيصرية، وأردف العمير أنه يتميز بشمولية بضائعه ويجد فيه المرتاد كل ما يريده من مشالح وتوابل وملابس للنساء والرجال، مضيفا أنه يتميز بالطراز المعماري القديم الفريد من نوعه وهو عبارة عن دكاكين مصطفة إلى جانب بعضها بشكل جميل.
وشرح بعض المنضمين والمنضمات للجولة، من المهتمين والمعماريين وطلاب السياحة وغيرهم، لصحيفة ”جهات الإخبارية“ انطباعهم عن الجولة.
وقالت بتول الرمضان، حفيدة المؤرخ جواد الرمضان: إن الرحلة مميزة للمهتمين بفن الهندسة المعمارية، وتضمنت مشي سياحي ثقافي تاريخي عمراني، تنقّلنا فيها بين الأحياء القديمة، الرفعة والنعاثل.
وأضافت: دخلنا بيت البيعة الذي تمت فيه مبايعة الملك عبد العزيز، ومررنا بمسجد قديم على المذهب الحنبلي، ثم المدرسة الأميرية التي درس فيها أمراء وبعض كبار الشخصيات مثل الوزير غازي القصيبي، وانتهت في سوق القيصرية والحرفيين.
وتابعت: تعرفنا على بعض أشكال الزخارف الأحسائية على المباني القديمة من الجص، وشاهدنا بعض الأعمال الفنية الخاصة بالاحساء مثل النجارة والنقش على الجص والخشب والخوص والزري والأعمال الفخارية.
وأعرب طالب الإرشاد السياحي سلطان البن أحمد عن عن سعادته وامتنانه للمشاركة بالجولة ووصفها بالرائعة، مشيراً إلى أن البرنامج هادف لاحتوائه على كم كبير من المعلومات عن على معالم الأحساء المعمارية والتراثية والسياحية.
وعبر طالب السياحة في جامعة الملك فيصل حسن الأحمد أنه كان سعيد بالحضور لمسار الوسط العمراني لوسط الهفوف، والجولة التي أمدته بالمعلومات والمتعة، كما أعربت سونيا عاشور من القطيف بسعادتها بالرحلة، وبترحيب أهل الأحساء.
وقالت وزيرة السياحة من البحرين فاطمة الصيرفي: إنها المرة الأولى التي أرى فيها الأحساء، مختلفة وغنية بالآثار والتراث العمراني، وأيقظت فينا ذكريات الماضي التي انمحت تقريبا، ولكنها باقية في ذكرياتنا حين كنا صغار ونلعب بالحارات ونرى البيوت الطينية القديمة والمكسوة بالزخارف والأبواب الخشبية القتيقة.
من جهتها، أكدت رائدة الأعمال هيفاء العبود من الدمام، أن الجولة ترثية، تعرفوا فيها على الأحياء الثلاث القديمة والفرجان وفن العماره وطريقة البناء فيها، وعلى أقسام البيت الحساوي من الناحية المعمارية وخدمة ساكنيه، وعلى المدارس وسوق الحرفيين وسوق القيصرية.
وشكر عضو الجمعية السعودية لعلوم العمران فرع المنطقة الشرقية سامي الحداد، المتجولين بقوله: ”الشكر لكم جميعاً بكم كانت الجولة لها معاني عديدة“.
ولفت إلى إنشائه ما أطلق عليه ”ثريد“ في تويتر، لنشر صور الجولة والانطباعات حولها وتشجيع من ينوي زيارة معالم الاحساء التاريخية مستقبلا..
وعن هدف الرحلة، أفاد رئيس شعبة علوم المنطقة الشرقية عبد الفتاح المؤمن بأنها تهدف لربط العمرانيين والمعماريين والمهتمين من القطاعات الأخرى مثل السياحة والمصورين الفوتوغرافيين والفنانين والتاريخ والتراث العمراني، بالصورة العمرانية الشاملة لوسط مدينة الهفوف، وأهم مقاصدها العمرانية والتراثية.
وأكد مؤسس وعضو الجمعية عبد العزيز العمير، والذي قاد الجولة كمرشد سياحي، أن الجولة العمرانية تفتح آفاقًا نحو إمكانية جذب السياحة علي المستوى المحلي والإقليمي العالمي نحو سياحة تخصصية تستهدف المهتمين بالعمران الحضري، لما لتاريخ الأحساء ووسط الهفوف من توثيق لمراحل نشأة مقاصدها العمرانية، مثل بيت البيعة، والمدرسة الأولى وسوق القيصرية وسوق الحرفيين، وقصر ابرهيم.