آخر تحديث: 7 / 5 / 2025م - 12:29 ص

«شاي جعفر» يبهر رواد مهرجان الأفلام

جهات الإخبارية إيمان الشايب - القطيف

بابتسامته العفوية، وبروحه المرحة، وبحيويته الدائمة، وإخلاصه في العمل، استطاع معد القهوة والضيافة في مهرجان أفلام السعودية جعفر الجارودي، أن يجمع تحت ساحة ركنه جمعٌ من الفنانين والأدباء وصناع الأفلام.

وبعيدًا عن صخب البرامج والندوات وفعاليات المهرجان النهارية، يقف في الجهة البحرية المقابلة كوطنٍ يستقبل شعبه، وكسكنٍ ينتظر مقيمه لِيُسكِن تلك الأرواح التي أرهقها العمل طيلة اليوم بكوب مشروبٍ ساخن، ليكون ركنه الشعبي البسيط والذي اهتم بتفاصيله بكل حب ملتقى في آخر المساء يجمع ضيوف المهرجان من شتى مناطق المملكة والدول.

وبمشروباته الساخنة ومأكولاته الشعبية الخفيفة يستقبل رواد المهرجان من كبار الأدباء والفنانين والممثلين والمنتجين ليمنحهم رشفة حب وجلسة ودية تعلوها الابتسامة والبهجة.

ولأنه أحد أعمدة المهرجان احتفت به إدارة مهرجان الأفلام في الليلة الأخيرة من الملتقى بعيدًا عن أجواء التنافس لتنشر فيلم ”صانع الليل“، الذي يحكي عن حياة هذا الجندي وبهتافات الجميع ”وين الشاي يا جعفر؟“ كان استلامه لدرع النخلة الذهبية كعنوان شكرٍ وتقدير.

مؤسس ومدير مهرجان أفلام السعودية الشاعر والسينمائي أحمد الملا قال: رأينا محبة صناع الأفلام لجعفر الجارودي، الذي نعتبره أيقونة من أيقونات مهرجان أفلام السعودية، التي استمرت من الدورة الثالثة وحتى التاسعة، حتى أصبح علامة أساسية من علامات المهرجان.

ووصفه ب صانع الليل وصانع البهجة التي يجتمع عليها صناع الأفلام طوال الليل بعد انتهاء البرامج وبعد العشاء.

وذكر أن هذا الملتقى حول ”ركن جعفر“ يعد بمثابة اللقاء الاجتماعي والتلاقي والحديث والسهر على الاهتمامات المشتركة بين صناع الأفلام وكله تحت رعاية ”شاي جعفر“ طوال الليل حيث تغمر روح جعفر المكان وهو يقدم للجميع أنواع المشروبات والمأكولات الشعبية حيث تعد صداقاته بين صناع الأفلام مستمرة ومتنامية مع الجميع.

وبيّن أن الفيلم أخرجه ونفذه المخرج السينمائي محمد الفرج والذي ظل على تواصل مع جعفر حتى تم إنجازه، مبينًا أنه يحكي عن علاقة جعفر بينه وبين المهرجان وحياته الشخصية حيث تم تصويره في مقر عمله الرسمي في الصحراء والحارة التي يسكن فيها إضافة إلى علاقته مع عائلته.

وأكد وقع الفيلم على صناع الأفلام الذي كان كبيرًا جدًا حيث تم عرضه في ختام المهرجان ومُنح الجارودي النخلة الذهبية التي هي أهم جائزة في مهرجان أفلام السعودية تقديرًا منهم لمجهودات جعفر الذي كان معهم منذ الدورة الثالثة، حيث كان الوضع بسيطًا وهو مستمر ويصر على أن يقدم كل الخدمات التي يحتاجها صناع الأفلام ليصنع البهجة والليل الذي يجبرهم أن لا يتركون المكان حتى الصباح.

وعبر الملا عن حبه الكبير لجعفر ولروحه وابتسامته التي دائمًا تنهض بصناع الأفلام الذين يأتون من يومٍ شاق من البرامج طوال النهار من العاشرة صباحًا حتى العاشرة ليلًا وهم في عمل وورش وندوات ودورات ومشاهدات أفلام وحوارات في إثراء حتى يأتون لمكان العشاء ومن ثم يستعيدون روحهم العالية مع الجلسات تحت رعاية جعفر وشايه الجميل.

وبعفويته وبمشاعر مختلطة ما بين السعادة والفخر والحزن عبر جعفر الجارودي عن امتنانه للمهرجان وإدارته التي ظلت متمسكة به في أحلك الظروف رغم ما تشترطه إثراء من معايير معينة في تقديم الضيافة.

وتحدث عن ركنه وكأنه كل كيانه وهو يستذكر اللحظات التي يقضيها في أيام المهرجان وهو يحاول صنع الحب وتقديم أفضل ما يمكنه تقديمه من ضيافة لأعضاء المهرجان وضيوفه.

وأكد كونه يبذل أقصى ما يستطيع فعله من الصباح الباكر وحتى لحظة التلاقي في ركنه الذي يجمع الجميع: اعتبروني أحد من عائلة أفلام السعودية وأنا لا أقبل بأن أظهر إلا بصورة جميلة معهم.

وأضاف: في ركني الذي يتميز بطابع شعبي بسيط جدًا وبثيمة بحرية ومراكب وصدف أنواع من المشروبات الساخنة والمأكولات الشعبية التي أقدمها بابتسامتي وببساطتي للروائيين والكتاب والمخرجين والسينمائيين والممثلين وكل ضيوف المهرجان.

وأكد حرصه على تقديم ثقافة البلد ومحاولته التواصل مع الجميع من مختلف دول العالم ومناطق المملكة ودعوتهم لشرب كوب ساخن وتوضيحه لمشروباته التي يقدمها وطريقة تقديمها حيث يشرح لهم ما هو «اللومي، إضافة لتميز الشاي لديه والذي يتميز بنكهة عراقية منكهة ثقيلة»، مؤكدًا على أن طريقة التقديم جعلت له مكانًا في قلوب الموجودين.

ويمتاز ركنه بالكثير من المشروبات من ”لومي، ودارسين، وشاي، وقهوة، إضافة إلى المعمول والتمر واللقيمات“.

وعبر عن سعادته بهذا الملتقى الذي يجمعه مع ثلة من الأدباء والفنانين، مستذكرًا حديثه مع المستشار عبدالله المحيسن والأديب عبده خال والأديب سعد الدوسري الذي يراها طاولة كبيرة بالفن عند تقديمه للشاي لهم مشيرًا لاستحسناهم وقت تقديمه واتفاقهم بمجيئه في وقته.

وحكى عن بهجته بوجوده في هذا الملتقى والذي يشعر من خلاله بأنه محاطًا بأناسٍ يزرعون المحبة في كل مكان.

وعن فيلم ”صانع الليل“ الذي أنتجه مهرجان أفلان السعودية لأجله، قال: إنه يعد كاتب السيناريو فيما كان المخرج محمد الفرج والتمثيل شاركه ابنه خليل.

وعن قصته أوضح بأنه يحكي عن احساسه بالضياع ورغبته فيمن يساعده ورغبته في إيجاد نفسه وبحثه عن شيء، ورغبته بأن يعرف من هو وأين هو ومن ثم إبصاره للنور وإيجاده لذاته.

ولفت إلى أن العمل الذي يقوم به كان يبدع فيه في كل مكان إلا أن بعض أصحاب المؤسسات أخذوا في استنزافه لأبعد الحدود، بعكس مدير مهرجان أفلام السعودية أحمد الملا والذي احتضنه ووثق به وأعطاه المساحة التي يبدع فيها بكل حرية، واعتبره كأبن بل كشريك معهم في المهرجان، وقدمه للشخصيات جميعها كبيرها وصغيرها بكل فخر، حتى أصبح من يعتز بالملا يعتز بجعفر.

وبصوتٍ يملؤوه الحب تحدث عن تفاجئه بتكريمه بالنخلة الذهبية بعنوان شكر وتقدير من قبل مدير المهرجان أحمد الملا والمستشار عبدالله المحيسن.