الشيخ العايش يحذر: الغضب «من جنود إبليس» أوله جنون وآخره ندم

حذر الشيخ حسين العايش، من الاستجابة لانفعال ”الغضب“، الذي قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، ويصل أحيانًا إلى القتل.
وأشار في محاضرته، التي جاءت بعنوان ”لا تغضب“، بجامع الإمام علي ع بمحافظة الأحساء، مؤخرًا، إلى بعض المظاهر لانفعال الغضب كما وردت في الروايات الشريفة.
ووصفها بأنها ”جمرة تتقد في قلب بن آدم“، وتغير في خواصه، فتحمر عيناه وتنتفخ أوداجه، وتشكل حاجز بينه وبين إضاءة العقل فلا يزن الأمور بموازين راجحة رصينة.
وبين أنه حين لا يسيطر الإنسان على غضبه، قد يتلفظ بألفاظ نابية مستقبحة لا تنفع معها التبريرات فيما بعد وتضعف حجته، كما يكون بعيد عن الفهم السليم والرأي الناضج، ولا يستطيع الموازنة بين الأولويات.
ووصف الغضب بحسب الروايات بأنه ”من جنود إبليس“ ويكون الإنسان في حالة يسهل على الشيطان التحكم به، ودفعه لأفعال غير عقلانية قد تتسبب في قطيعة الرحم، أو القتل لأسباب تافهة، ومنها حادثة قصاص وقعت في ”ريالين“، وأب قطع أصابع طفله لخربشته على سيارته الجديدة فأزال شيئًا من لونها.
وتابع: بحسب الروايات فإن الغضب والعقل لا يمتزجان ”يفسد الألباب“ ويصير الإنسان كالحيوان في اتباع الغريزة، وهو ما يشير إلى ضعف شخصيته، مشيراً إلى أن ”عظمة شخصية الإنسان“ تظهر كما أشار إلى ذلك حديث لرسول الله ص ”الشديد من يمسك نفسه عند الغضب“ وليس بقوته المادية البدنية.
وتابع: تصف الروايات الغضب أنه ضرب من الجنون، أوله جنون وآخره ندم، فإن لم يندم فجنونه مستحكم" وهو الندم على القرار الذي لم يتبع العقل والمنطق بل صدر نتيجة الغضب، وهناك من جنونه مستحكم أي حتى مع خطأه فلا بأس لديه بفعله والنتيجة المترتبة عليه.
واختتم بأن الميزان الراجح هو بالتحكم ”وملك الغضب“ وكظمه، لافتاً إلى بعض آليات التعامل معه كما جاء في الروايات، ومنها عند استشعار الإنسان قوة الغضب بداخله ”فليلصق بالأرض“، أي تغيير الوضعية إلى ضدها، أو تغيير المكان ليسترشد بإضاءة العقل ولا يندفع بقوة غضبه.