اقتصادي يحذر: «منطقة الراحة» أشبه بالحبس في غرفة

حذر أستاذ الاقتصاد والاستثمار ماهر السيف، من الركون إلى منطقة الراحة، التي تؤدي إلى الضيق المادي والفكري.
وشبّه منطقة الراحة بالغرفة التي يبقى الإنسان حبيسها، لا يعرف ماذا يجري خلف محيطها، إما لسعادته بهذا الوضع، أو لخوفه الخروج منها.
وقال: يرفض الموظف أحيانًا عرض وظيفي أفضل، أو يتجنب تجربة التجارة؛ لخوفه من فكرة المخاطرة، رغم الوضع الاقتصادي العالمي المتعثر، الذي يدعو للقلق في الدخل المحدود، ويتجه للركود.
وشرح أن البعض يشعر أن كل شيء بخير، ولا يريد أن يحتاط لتحسين وضعه الاقتصادي أو الخروج من قوقعته، موضحًا أن المخاطرة في التجارة بعد الدراسة والتخطيط والتنفيذ تظل أفضل لرأس المال، حتى مع عدم الحصول على الربح المطلوب.
وتابع: قد يعتبرها مخاطرة برأس المال، ولكن الربح الذي سيأتي أعلى منها، وهو ما يؤدي إلى إقدامه على عالم التجارة، ونجاحه ”يدرس - يخطط - ينفذ صح“ ويحصل على الأرباح، ويصل إلى أهدافه الجديدة.
ولفت إلى أن كثيرًا من الأشخاص والمؤسسات التعاونية والتطوعية وحتى التجارية تفشل، بسبب ضيق الفكر، وعدم الحراك لإثراء تجاربها؛ لاعتيادها البقاء في منطقة الراحة.
وقال في دردشاته الاقتصادية على قناته في ”إنستغرام“: إن متبني شعار ”بلا سعودة أفضل“، هو الوافد الجاحد والتاجر الجشع، مشيرًا إلى أن الأخير لم يستوعب أبعاد الموضوع فالمواطن هو من يحرك عجلة الاقتصاد ”بيع وشراء“، أما الوافد فلن يشتري منه لأنه سيحول أمواله إلى الخارج.
وأشار إلى أن الدولة تسعى لتوطين الوظائف لتدوير عجلة الاقتصاد، ولديها رؤية وخطة واضحة تسير على أساسها، ومنها البعثات إلى الخارج، والدورات الإلكترونية، كما في برنامج ”مسك“؛ لتنمية المهارات ضمن الوظائف المستقبلية.
وقال: تتطلب الوظائف العليا مهارات معينة، إذا أرادها المواطن فعليه السعي لامتلاكها، وإلا فالوافد أولى بها منه، وهذا ماترمي إليه السعودة.
وذكر أن المواطن يكون أحيانا ”ضد السعودة“ حين لا يهتم بتنمية كفايته والخروج من منطقة راحته، ليكون الوافد أولى منه بالمنصب الوظيفي.
وطالب السيف، التجار وأصحاب الشركات، بإعطاء الشباب السعودي فرصة لإثبات نفسه، والثقة، فهو ”قد النجاح“ إذا أعطي الفرصة، وكانت لديه المهارات والكفاية للوظيفة.