آخر تحديث: 8 / 5 / 2025م - 2:07 م

لوحاته رمز للسلام.. «عوالم موازية دراسات في بيكاسو» بالدمام

جهات الإخبارية نوال الجارودي - تصوير: حسن الخلف - الدمام

تحت عنوان «عوالم موازية دراسات في بيكاسو»، أقامت أقامت الحلقة بالمعرفية بجمعية الثقافة والفنون بالدمام، أمسية، أمس، وذلك في قاعة عبدالله الشيخ بمقر الجمعية.

وقال الفنان التشكيلي بشار الشواف لصحيفة «جهات الإخبارية»: إن ورقة العمل التي قدمها، تناولت تحليلًا للوحة الفنان بيكاسو «الجورنيكا»، والتي تأثر في رسمها بالقصف الذي حدث لمدينة جورنيكا في العام 1937م.

وأضاف: تميزت اللوحة بأنها أصبحت رمزًا للسلام، ورمزًا ضد الحروب في العالم، ولاحظت تبعثر الأشكال في اللوحة، حيث ركز الفنان على أن تكون أيقونة اليوم والغد، للدمار الذي يحدث نتيجة الحروب.

وأكمل: نجد أن الفنان استخدم ألوان الأسود والأبيض والرمادي كنتيجة لقسوة وظلام الحرب وما يحدث فيها من مآسي، وبشكل عام فإن العمل إبداعي ولايزال ملهما للفنانين على مستوى العالم.

من جهته، تحدث الشاعر عبدالله الهميلي عن ورقته، بقوله: تناولت الورقة العلاقة بين بيكاسو وآينشتاين، والرابط الذي يجمع بينهما، وهناك نقاط تقاطع بين الثنائي، وهو فلسفة العلم والهندسات الإقليدية، من خلال الفيلسوف بوم كاريه.

وأشار إلى تشكيل «حلقة بيكاسو»، للقاء بشكل أسبوعي، وبحث الفكر والفلسفة، فيما أنشأ آينشتاين أكاديمية؛ للقاء بشكل أسبوعي، وتداول فلسفة العلم.

وبين أن الرابط المشترك فيما بينهما هو القشرة المخية التي تتجاوز الدماغ وهي تلك المنطقة التي تجمع الفن والأدب والرياضيات وعمليات التعلم واللغة، وأيضًا من النقاط المشتركة بينهما أن كلاهما لديهما فكرة الزمكان، وفكرة البعد الرابع.

وأبدت مقدمة الأمسية رجاء الرمضان، سعادتها بتقديم هذه الأمسية الرائعة، بقولها: بيكاسو فنان عالمي عظيم، وقد لا أكون ملمة كثيرًا بلوحاته، إلا أنني قرأت الكثير عنه، وهو فنان رائع، لأنه كان حريصًا على تجسد الحرية في كل أعماله.

من جهته، قال رئيس الحلقة المعرفية عماد بوخمسين: تكلمنا في الحلقة عن عوالم موازية دراسات في بيكاسو، ونحن نقيمها بمناسبة مرور 50 سنة على وفاة التشكيلي العالمي، والذي ترك خلفه إرثًا فنيًا كبيرًا، وكان مؤثرًا في القرن العشرين.

وأضاف: تتحدث ورقتي عن التكعيبية، وكيف تأسست، ونظرا لكثرة الحديث عن هذا الموضوع ارتأيت أن أنقل رأي ”جيرترود ستاين“، وهي كاتبة وجامعة تحف فنية أمريكية أقامت في باريس، وكان لها تأثير كبير على الحركة الفنية في بداية القرن العشرين.

وأوضح أن من ضمن تأثيرها أنها اقتنت بعض الأعمال الفنية لبيكاسو، فمنذ اللحظة التي تعرف فيها بيكاسو عليها، ودّع سنوات الفقر، واستقبل سنوات المجد في العام 1908، فرسم لوحة آنسات أبنيون، والتي كانت مفصلية، ظهرت فيها سمات التكعيبية كالحدود المستقيمة، والزوايا الحادة، والكتل اللونية المحددة، وأيضًا الوجوه التي تبدو كأنها بدائية لا تنتمي إلى العرق الآري الأوروبي أو الآسيوي أو أي عرق آخر.

وأضاف: أثارت اللوحة ردود أفعال كبيرة في ذلك الزمن، ولكنها اليوم تحظى بتقدير كبير لأنها من أسس للحركة الفنية الجديدة.

وأكمل بوخمسين: انتقلت بعد ذلك الحركة التكعيبية في العالم وتأثر بها الكثير من فناني العالم، ومنهم دييجو ريبيرا الفنان المكسيكي الذي هو كذلك زوج الفنانة المعروفة فريدا كاهلو.

وتحدث بوخمسين عن كلمة جيرترود ستايت التي تقول عن التكعيبية: إنها انطلقت من ثلاث منطلقات، الأول في القرن التاسع عشر كان الريان يحتاج إلى موديل يجلسه أمامه ويرسمه مباشرة، بينما في القرن العشرين فقد استغنى الرسام.

وأوضح أن المنطلق الثاني هو التمويه، بمعنى أن الرسام يقوم بتمويه موضوع اللوحة ويدمجه في الخلفية ويظهر ذلك من خلال أحادية الألوان والتلاعب بالظلال، وكأن الرسام يخفي الواقع داخل العمل الفني.

وأكمل: هنا تبدي جيرترود رأيها في كلمة بيكاسو حول التمويه حيث تقول التكعيبية في حقيقتها ليست التمويه وإنما كشف التمويه بمعنىأن الواقع مموه وغير واضح وأن الرسام هو من يكشفه ويقوم بتوضيحه من خلال رسمه وعمله الفني.

وأشار للمنطلق الثالث، بقوله: هو الخروج من الإطار ففي العمل الفني التكعيبي نجد أن موضوع اللوحة يكاد يقفز من إطار اللوحة ويكاد يخرج ويمشي، بسبب تلك الكتل المحددة والواضحة والرسم الذي يشبه الثلاثي الأبعاد.