عبر ”جهات الإخبارية“.. رسالة معايدة شعرية من 10 شعراء للمجتمع بمناسبة عيد الفطر

وجه عشرة من شعراء المنطقة الشرقية رسالة معايدة خاصة إلى المجتمع عبر صحيفة ”جهات الإخبارية“، وذلك بأبيات شعرية تعكس مضمون الاحتفال والتهنئة بحلول عيد الفطر السعيد واختتام شهر رمضان المبارك.
وتنوعت الأبيات الشعرية التي ألقاها هؤلاء الشعراء بين الحماسية والودية، واحتوت على مجموعة من المعاني العميقة والمشاعر الصادقة التي تعبر عن ارتباط المجتمع بتراثه الثقافي والأدبي.
وقال الشاعر علي الشيخ في معايدته عبر صحيفة ”جهات“ الإخبارية:
عيديتي
سكبتْ هنا قدَحكْ
والقلبّ حنّ إليك
َواقترحك
العيد أنت
بداخلي، وكفى!!
عيديتي أن ألتقي فرَحك
وكتب الشاعر فريد النمر معايدته بكلمات تفيض رقة وغزلا مهنئا بالعيد السعيد حيث قال:
عيد أناجيه من بوابة الحدق
ولي ابتسامٌ كما ميلاده الألق
لملمته الحب من عين تطوف هوى
الى لقاء يزيح الهم عن قلقي
يا ملهم العيد من بعض انتباهته
تأنق العيد في إلماحة الأفق
أراك تنضج ملء الحب مهجتنا
بسوسنات الصدى المنسوج بالعبق
وأنت كفك كف الدفء تمنحنا
برّ السجايا لهمس الشوق والخلق
على اختصار فصول الذكريات نمت
بمقلتينا معاني الحب كالورق
واليوم يملؤنا عيد بفرحته
تشفّ أرواحنا في ظله الرفق
فكن تحايا.. هدايا الحب تجمعنا
وليس أجمل منها غير روح نقي
فكيفما تهطل الأنفاس يزهو بها
ما يسكب الحب والأطفال بالطرق
وكتبت الشاعر زهراء آل شوكان أبياتًا عمومتها ب ”نغمُ السعد“ وقالت فيها:
ها تندّى الوردُ
والعيدُ ابتسمْ
وسنا السعدِ على الزهرِ
ارتسمْ
فذرِ الحزنَ
وسبّحْ ذا العُلا
ربنا المغدقُ أنواعَ النعمْ
وعلى أحمدَ والآلِ الهدى
صلِّ كي تُجلى غياهيبُ الظُلَمْ
جاءكَ العيدُ يداوي ما بقى
مِنْ همومٍ
وشجونٍ
وألمْ
جاءَ ما أجملهُ من مقبلٍ
غسلَ الآلامَ
والجرحُ التأمْ
فاحمدِ اللهَ على إحسانهِ
بفؤادٍ صادقٍ
ثم بفمْ
وتروَّ العيدَ وارهف إنهُ
رنّمَ البهجةَ
لحنًا
ونغمْ!
وهنأت بأبيات أخرى بعنوان "إشراقةُ شمعة" قالت فيها:
السعدُ
أشعلَ في الخواطرِ
شمعَهُ
متصاعدًا
كالنورِ يتبعُ نبعَهُ
والفجرُ
أشرقَ بالدلالِ مُنعمًا
هزجٌ سماويٌ يناغمُ
سمعَهُ
الليلُ
لملمَ ذيلَ عتمتهِ
مضى
والصبحُ
جففَ للمُسهدِ
دمعَهُ
فالعيدُ أقبلَ
كالغياثِ على الورى
رشفَ المدى
ولهًا وشوقًا
رجعَهُ
فالهجْ بذكرِ اللهِ
مَنْ لطفًا بنا
بالرحمةِ التحنانِ
يُنزِلُ شرعَهُ
وهيج الحنين والذكريات في العيد الشاعر حبيب المعاتيق فجاءت ملؤها الأحاسيس والمشاعر التواقة والتي يقول فيها:
أحلى من العيدِ
ما في العيد نأملُهُ
ومن فعالِ الهوى ما ليسَ نفعلُه
ومن تصافحنا في العيدِ
حبلُ هوىً - كادت تقَطِّعهُ الأيام -
نُوْصِلُهُ
محارِبون؛
حَيينا حين يقتُلنا
هذا الحنينُ
ومِتنا حينَ نقتُلُهُ
مرابطون بثغر العيدِ
يحملنا هذا الهوى دُورَنا الأولى
ونحملُهُ
مُعوِلون على الأشواق
لو هَدأتْ،
وقد يخيبُ كثيراً ما نُعوِّلُهُ
وجسد الشاعر عبد المنعم الحليلي العيد فصوره صاحب فم وصوت وقال فيها:
العيدُ يَفتحُ صَوتَهُ … يَغدو فَمَا
وَيَقُولُ.. أَمْسِكْ بِالجَوائِزِ أَنْجُمَا
وعلى دروبِ الرِّيحِ هَيِّئْ شَمعَةً
لِزِفافِهِ.. فالعِيدُ وُجهَتُهُ السَّما
تبدو ولا تبدو
عيونُكَ تفرشُ الدَّمعاتِ
إِذْ بِالْحيرةِ الدَّمُ أَحرَمَا
بِخُطَاهُ علِّقْ قَلْبَكَ الباكِيْ،
فما في النَّفسِ تَسبِيحٌ ولا نومُكَ أَسلَمَا
فَاملَأْ فُؤادَكَ واحةً/بَحرًا
تَعِشْ أَلطافَهُ
ويَكونُ عيدُكَ بَلسَمَا
وبشر الشاعر ياسر الغريب بالعيد السعيد بما يحمل من بشارات وفيوضات من الرحمات والبركات التي تسبقه وتليه فيقول:
إذا ما رأيتَ القلبَ شوقًا تلفَّتَا
وللضوءِ من أقصى المسافاتٍ أنصتا
تفايضَ نهرُ الوقتِ في لحظةِ الندى
بما صاغَ من زهوِ الحياةِ وأنبتا
إذا طَرَقَ الأبوابَ نبضُ محبةٍ
فذلكَ يعني؛ أنَّهُ العيدُ قد أتى
هو العيدُ يبدو في الضمائرِ أوَّلًا
فلا تسألوا الأفلاكَ عن وعدهِ: مَتَى
وخالف الشاعر باسم العيثان تدفق المعايدات الفصيحة فجاءت معايدته باللهجة العامية وقال فيها:
من يجيني العيد ويهل بسماي
هلال خدّ البالخجل مفضوحه
بالصبح وانتٍ وملاعيب الصغار
لشد رمشي شدة المرجوحه
شما يطول العمر بي تصعد لفوق
وتبقى عيني لصوبكم مشبوحه
ومن تهزّني الليالي بكل حنين
اشهقت شهقة ميْت ردّت روحه
وقلبي متعلق وبخيوط السؤال
بلكي خيّط بالجواب جروحه
وعاتب الشاعر زكي السالم في معايدته الحبيبة التي لم تأتي فقال:
العيد عاد وأنتِ لم تأتي
صخبًا يضج برقدة الصمتِ
العيد عاد وأنتِ أشرعةُ
الذكرى؛ تُمد لعاصف الوقتِ
تتمنعين وأنتِ فيض منى
وتشاغبين بحجةِ السمتِ
ووجد الشاعر محمد آل قرين أسراب المحبة العذرية أغنية ترف في سماء القلوب يوم العيد حيث يقول:
هل أنّ يومَ العيدِ يومٌ عادي؟!
إنّي أراهُ عصارةَ الآبادِ
حتّى إخال الناسَ أرواحًا بدوا
متجردين بهِ
بلا أجسادِ
فيه القلوبُ مضت يصافحُ بعضُها بعضًا..
هنا أجدُ القلوبَ أيادي
وترفُّ أسرابُ المحبّةِ
غنوةً عذريّةً
بسماء كلّ فؤادِ
والدّهرُ أبتر،
لا زمانَ بصُلبِهِ
والعيدُ يُشبهُ ساعةَ الميلادِ
ورأت نوال الجارودي العيد بالزينة التي تتزين بها المرأة العاشقة وما هو إلا توصيف للسعادة بالعيد والعيد حد الشعور بالنشوة في لحظاتهمع الأهل والأحبة وبالتواصل وصلة الأرحام فتقول في أبياتها:
العيد كحلٌ غفا في طرف عاشقةٍ
وأحمرٌ مُولعٌ في ثغرها راسي
العيد قلبٌ صبا يهذي بتمتمةٍ
في ثورةٍ للهوى من دون متراس
تاها وما لبثا أنْ بسمة طلعت
للحب فالتقيا في بحر إحساس
والعيد نبضهما والشوق مشتعل
والعيد وصلهما حتى بأنفاس