آخر تحديث: 8 / 5 / 2025م - 8:35 م

يمارس المهنة منذ 70 عامًا.. «أبو مجيب» أقدم «مسحر» بالقطيف «فيديو»

جهات الإخبارية محمد الأحمد، تصوير: مالك سهوي - جزيرة تاروت

يعتبر «أبو مجيب» أقدم مسحر في القطيف، مارس المهنة على مدى أكثر من 70 عامًا، إذ يوقظ النائمين لتناول السحور في جزيرة تاروت.

«السحور يا عباد الله»، هذه العبارات وغيرها العديد من الأشعار الأخرى التي يرددها المسحر وهو يجوب الأزقة معلنا للأهالي ومنبههم على دخول وقت السحور، حاملاً ”طبلة“ يقرع بها الأبواب باباً تلو الآخر.

وقال «أحمد المسحر»: إنه ورث هذه المهنة من والده، وهو في عمر 15 عامًا، حيث أخذ يمسك «الطبل» لإيقاظ النائمين، موضحًا أن عائلته تتوارث المهنة منذ 200 عام تقريبًا.

وأضاف ”ما أن يهل شهر رمضان حتى تملأ صدري الفرحة لقدومه، فأقوم بإخراج الطبلة الخاصة بي وأنظفها استعداداً لاستعمالها في الليلة الأولى من رمضان، وما ان تحين الساعة الثانية فجراً حتى أخرج من منزلي معلقاً طبلتي بحبل لتصل إلى صدري، فأقوم بقرعها بعصا خاصة“

وبيّن أن طريقة إيقاظ النائمين لتناول السحور خلال شهر رمضان في الماضي، تختلف عن الطريقة الحالية، حيث كانت تعتمد على الصعود على سطح قلعة تاروت، والقرع على الطبل لإيصال الصوت لأكبر عدد من المنازل.

وأكد أن والده كان يرافق جده وقت السحور لسطح قلعة تاروت، بهدف إيقاظ النائمين لتناول السحور، موضحًا أن جزيرة تاروت في العقود الماضية أصبحت محاطة بآلاف النخيل، حيث لا توجد مباني سوى أعداد قليلة.

وقال: إن جده ووالده كانوا ينزلون من قلعة تاروت بعد قرع الطبول، والتنقل بين الأحياء لإيقاظ النائمين، مبينًا أن تلك الجولة تبدأ في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وتستمر حتى الساعة الثالثة فجرًا.

وذكر أن الأهالي سابقًا كان يقدرون الخدمة التي يقوم بها المسحر، حيث يقدمون الدعم المالي له في نهاية الشهر، إضافةً إلى كميات من الأطعمة، فيما اختلف الوضع حاليًا، وأصبح المسحر يقوم بهذه الخدمة لاستعادة الذكريات والحفاظ على الموروث الشعبي، خاصةً أن الحياة اختلفت تمامًا خلال شهر رمضان، بحيث يتحول الليل إلى نهار والنهار إلى ليل.

وأكد أنه استطاع نقل الأمانة ”مهنة المسحر“، إلى أبنائه وأحفاده، حيث يردد حاليًا أهازيج وداعية شهر رمضان، مضيفًا أن عامل السن يحول دون قدرته على التنقل بين الأزقة في الأحياء.

وأضاف: وداع شهر رمضان المبارك في السنة الجارية كان مميزًا كغيره من السنوات الماضية، حيث حظي بمشاركة واسعة من الأهالي من مختلف الفئات العمرية.

واختتم بأن وداعية شهر رمضان تكون بترديد بعض العبارات مثل ”الوداع.. الوداع.. يا شهر الله.. وعليك السلام.. يا شهر الصيام.. انقضى الشهر كحلم المنام.. ودعوا يا كرام.. شهر الصيام“.

وما زالت صورة المسحر راسخة في أذهان الآباء والأجداد فهم يعتبرونه نجم رمضان الذي لا يحلو السحور إلا بصوت طبله وسماع أهازيجه الجميلة، وقرعه للأبواب بطريقة لا يقرعها غيره، تتميز بالتنبيه لا الإزعاج.