«مريم قمبر».. استغلت حجر كورونا في صناعة «الكراوسون» فأصبحت أشهر «بيكري»

استغلت ”مريم قمبر“، شغفها نحو الكرواسون، في فترة جائحة ”كورونا“، والحجر المنزلي، إذ دفعها الشعور بالفراغ الكبير والملل، إلى صنع الكرواسون في منزلها؛ لتتناوله مع عائلتها الصغيرة، ولم تكن تدري حينها بأن ستبدأ بخطوات مشروعٍ جديد يقبِلُ عليه أفراد المجتمع.
تعود مريم قمبر بذاكرتها إلى الوراء وهي تشعر بفخرٍ كبير عما أنجزته، لتخبرنا عن بدايتها لتقول: بداية قصتي كانت في وقت كورونا حيث كنت أحب الكرواسون وكنت أرى طريقته وأسمع فيها وأردد من المستحيل أن أقوم بعمله.
وذكرت أنها ولشدة شعورها بالملل قررت يوم من الأيام في بداية الحجر أن تصنعه، حتى أنجزته وشعرت بالفخر لعملها إياه، مضيفةً: شكل الكرواسون كانت عادية جدًا لكن مجرد خبزها في البيت كان لها رائحةً وطعمًا آخر.
ولفتت إلى أنها كانت تصوره بعد الانتهاء من صنعه، وأن صديقاتها انبهرن بما صنعته، مشيرة إلى مطالبتهن لتجربته وإعطائها مبلغ مقابل عمله، إذ حددت كل واحدة منهن دورها طيلة أسبوع.
وقالت: وضعنني أمام الواقع وكنا يضعن طلباتهن التي تصلهن في حساباتهن الخاصة على السناب فأصبحت الطلبات تنهال عليّ من الناس.
وأبدت تفاجؤها من الإقبال الذي لم تتوقعه، حيث كانت ترى الأمر بدائيًا وليست بالمواصفات التي ترغب بها، إلا أن التشجيع من قبل أهلها وصديقاتها والمعارف من حولهن دفعها للاستمرار.
ولفتت إلى اقتراح زوجها بشراء أجهزة، حيث إن الكمية التي تُعد يوميًا تُباع بشكل كامل ويكون هنالك طلب متواصل من الناس رغبةً بالمزيد، مشيرةً إلى شرائهم للأجهزة وتعرضهم لصعوبات كثيرة لعدم معرفتهم باستخدامها إضافة إلى أن عمل الكرواسون يعد متعبًا جدًا ويحتاج لجهد كبير.
وتحدثت عن ذهابها لحضور دورة تدريبية عند الشيف يوزه في دولة الكويت، والشيف هانز في الرياض، مقدمة شكرها للشيف علي البقشي والشيف محمد الذين كانوا متعاونين جدًا ويجيبونها على أي سؤال.
وعن جودة ما تقدمه، أوضحت قمبر أن جودة الكرواسون تعتمد على الزبدة والطحين، مؤكدة رفضها بأن تأخذ منتجات الزبدة بمستوى أقل مما تبتغيه.
وعن أنواع الكرواسون الموجودة لديها، أشارت إلى أنها في البدء كانت تنتج الكرواسون بالزبدة فقط وكانت ترفض إدخال نكهات أخرى لأن عمله يأخذ وقتًا طويلًا.
وذكرت أنها بعد ذلك بدأت بعمل الحشوات بعد إصرار الزبائن على ذلك حيث أدخلت نكهة ”الجبن والزعتر، والسادة، والجبن المدخن“، والذي كان عليه إقبالًا كبيرًا من الناس ولا زالوا يطالبون به حيث توقفت عنه لكونه يحتاج وقتًا كبيرًا في العمل.
وبينت أن مدة عمل الكرواسون كانت تصل إلى يومين إلا أنها اليوم ولكي تصل للمواصفات المطلوبة أصبح يستغرق منها ثلاثة أيام يوم لعجن العجينة ويوم ثاني تبدأ للعمل فيه.
وعما يميزها عن غيرها، أكدت اختيارها لأجود الأنواع ومراعاتها بأن يخرج المنتج بأفضل ما يكون حيث تضع كل طاقتها فيه بالإضافة لعدم أخذها لمنتجات تجارية.
وقدمت شكرها لزوجها الذي دعمها معنويًا وماديًا منذ البداية، حيث كان يساعدها في مد العجين أيام حجر كورونا، لأن مده يحتاج طاقة جسدية، إذ تعرض ظهرها لبعض المشاكل وأصبحت تتعالج منه إلا أنها أصرت على الخطى نحو النجاح.
ووجهت رسالتها لأفراد المجتمع بضرورة السعي وعدم الاستسلام بقولها: ”إذا سعيتي ستحصدي نتيجة السعي فالله لا يترك عبده وهو يسعى، ربما ستفشلين مرة ومرتين وثلاث لكن لا بد للمشروع بأن يبصر النور يومًا من الأيام“.