باستخدام «الليزر».. علماء ينجحون في توجيه صواعق البرق

تمكّن علماء من صناعة ليزر قوي، يتمكن من الإمساك بصواعق البرق، ويعيد توجيه مسارها عبر السماء، بدلاً من نزولها إلى الأرض، والتسبب بأضرار مادية أو بشرية.
واستخدم العلماء، حسبما كشفت مجلة ”ساينس نيوز إكسبريس“ العلمية، الليزر، من قبل في جدل الكهرباء في المختبر، لكن الباحثين يقدمون الآن الدليل الأول على أن هذا يمكن أن ينجح أيضًا في العواصف الواقعية.
وأضحت المجلة أن أكثر تقنيات مكافحة الصواعق شيوعًا هي أداة مانعة الصواعق ”عمود معدني متجذر على الأرض“، نظرًا لأن المعدن يوصل الكهرباء، فإنه يجذب البرق الذي قد يصيب المباني أو الأشخاص القريبين، حيث يمكن للقضيب بعد ذلك تغذية تلك الكهرباء بأمان في الأرض.
وقال الفيزيائي بمعهد البوليتكنيك بباريس ”أرلين هاورد:“ إذا كنت ترغب في حماية بعض البنية التحتية الكبيرة، مثل مطار أو منصة إطلاق للصواريخ أو مزرعة رياح، فستحتاج إلى صاعقة من الصواعق بحجم كيلومتر أو مئات الأمتار".
وبيّن أن الليزر يمكن أن يعطل صواعق البرق البعيدة من السماء وتوجهها إلى قضبان معدنية أرضية.
وأعد الفريق ليزر عالي الطاقة بالقرب من برج يستخدم للاتصالات السلكية واللاسلكية، ويميل هذا البرج بواسطة مانع صواعق يضربه البرق حوالي 100 مرة في السنة، وتم إطلاق الليزر في السماء أثناء العواصف الرعدية لمدة ست ساعات تقريبًا.
وأطلق الليزر اندفاعات مكثفة من ضوء الأشعة تحت الحمراء على السحب 1000 مرة في الثانية، وأدى قطار النبضات الضوئية إلى قطع الإلكترونات عن جزيئات الهواء، وأزال بعض جزيئات الهواء من طريقه، وتشكيل قناة من البلازما المشحونة منخفضة الكثافة، ما أدى إلى إنشاء مسار أقل مقاومة للبرق عبر السماء.
وضبط الفريق، الليزر، بحيث يشكل هذا المسار الموصل للكهرباء فوق قمة البرج مباشرة، وسمح ذلك بالتقاط صاعقة ممزقة بواسطة الليزر قبل أن تتمكن من الانزلاق على طول الطريق إلى معدات الليزر.
وأصيب البرج بالبرق أربع مرات أثناء تشغيل الليزر، حدثت إحدى تلك الضربات في سماء صافية إلى حد ما، ونتيجة لذلك، تمكنت كاميرتان عاليتا السرعة من التقاط الحدث، وأظهرت تلك الصور البرق متعرجًا من السحب واتبع الليزر لحوالي 50 مترًا «160 قدمًا» نحو البرج.
وأراد الباحثون تتبع مسارات ثلاثة مسامير لم يلتقطوها بالكاميرا، ونظروا إلى موجات الراديو التي تنبعث من ضربات البرق، والتي أظهرت تلك الموجات أن تلك البراغي الثلاثة أيضًا اتبعت عن كثب مسار الليزر.
وقال العالم الفيزياء في جامعة ميريلاند في كوليدج بارك ”هوارد ميلتشبيرج“: إن هذه التجربة ”إنجاز حقيقي“ وكان الناس يحاولون القيام بذلك لسنوات عديدة.
وأوضح أن الهدف الرئيسي من ثني البرق هو المساعدة في الحماية منه، ولكن إذا نجح العلماء في سحب الصواعق من السماء، فقد تكون هناك استخدامات أخرى أيضًا.