أبو خليل.. ”صناعة المديد“ حرفة سادت ثم بادت

تعلّم الحاج أحمد عبد الحسين أبو خليل من أهالي القطيف على يد والده صناعة ”المديد“ منذ أن كان عمره 15 عاما، وعمل معه لفترة من الزمن، إلا أنه مع قلة الطلب على ”المديد“ ترك الحرفة واتجه إلى العمل في وزارة الصحة.
والمديد هي جمع ”مَدّة“ باللهجة المحلية وهي البساط الذي يُمدّ على الأرض، أي بمثابة ”موكيت“ ذلك الزمان. وصناعة المديد من الحرف اليدوية التراثية في محافظة القطيف ودول الخليج، وتعتمد بشكل أساسي على تشكيل ”نبات الأسل“.
ويستعين حرفي المديد بألواح خشبية طولية تُصَفّ بشكل أفقي متوازٍ تسمى ”الحف“ ويمتد على طولها مجموعة من الثقوب التي تتخللها الحبال، التي يتحكم من خلالها في تماسك ”المدّة“.
وذكر الحاج أبو خليل في لقاء خاص مع ”جهات الإخبارية“ أنه عاد إلى هذه الحرفة بعد تقاعده من وظيفته، وبدأ يشارك في الفعاليات والمهرجانات التي تهتم بالتراث والحرف اليدوية القديمة في مدن المملكة، ومنها: القطيف والدمام وأبها للتعريف بهذه الحرفة التي أوشكت على الاندثار.
ولفت إلى أنه يستغرق يوما لإنجاز ”المَدّة“ التي يكون طولها 1,25 مترا، بينما الأقصر طولا منها قد تستغرق غالبا سبع ساعات.
وقال: ”في السابق كان الطلب على المديد بمقاسات كبيرة للمنازل والمساجد والدكاكين وقد يصل طول المدة الواحدة إلى ستة أمتار“.
وأضاف: ”كان الطلب عليها كبيراً في بلدنا هنا، لكن أصبح البعض الآن يقتنيها من أجل الذكرى أو حبًا في التراث، فيما يستعملها آخرون للزينة أو كسجادة صلاة“.
وأشار إلى إمكانية تلوين نبات الأسل ببودرة صبغية تُباع في محلات العطّارة ويتم نقعها في ماء مغلي لتكسب ”المدّة“ ألوانًا مختلفة كالأزرق الغامق والأخضر والقرمزي، إلا أن التلوين متعب جدا ويتطلب جهدا إضافيا مما يرفع تسعيرة ”المَدّة“ وقد تصل إلى 400 ريال.
وأوضح أن هذه الحرفة شارفت على الاندثار لضعف الإقبال عليها نتيجة ظهور السجادات الصناعية والكنب، فلا يتم صناعة ”مديد“ في الوقت الراهن إلا بالطلب.