وصفوها ب«السوبر فوود».. علماء: الطحالب مستقبل التغذية في العالم

كشفت مجلة ”ميديكال نيوز توداي“ العلمية، أن الطحالب هي البديل الأمثل للخضروات - حال اختفائها من الكرة الأرضية -، موضحةً أنه مع زيادة عدد سكان العالم، تزداد الحاجة إلى الغذاء أيضًا.
ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة، يمكن أن يخسر العالم ما يصل إلى 250 مليون فدان من إنتاج المحاصيل بحلول عام 2050، بسبب تدهور التربة وتغير المناخ، وتكاليف الصيانة، والحصول على المياه، وغيرها.
وأوضحت المجلة أن الباحثون في سعيهم للوصول إلى خيارات غذائية بديلة أكثر استدامة، ومع وجدوا أن الطحالب قد تكون مصدر موثوق الجواب.
وأضاف: تتكون الطحالب بشكل طبيعي من كائنات ضوئية بسيطة تعتمد على الماء، تنمو في جميع أنواع المسطحات المائية الطبيعية، العذبة والمياه المالحة، ومثل جميع النباتات، تعيش الطحالب باستخدام التمثيل الضوئي لتكوين العناصر الغذائية الخاصة بها وإضافة الأكسجين إلى الهواء والماء من حولها.
ويمكن أن يتراوح حجم الطحالب من الطحالب الدقيقة الصغيرة للغاية إلى مستعمرات كبيرة من الأعشاب البحرية.
وأظهرت الدراسات السابقة أن أنواعًا مختلفة من الطحالب لها فوائد طبية محتملة، ووجدت إحدى الدراسات أن الطحالب البحرية الحمراء يمكن أن تساعد في علاج مرض الكبد الدهني، فيما وجدت أبحاث أخرى أن تناول سبيرولينا - نوع من الطحالب الخضراء المزرقة - قد يساعد في خفض ضغط الدم.
من جهته، وصف أستاذ علم الأحياء في جامعة كاليفورنيا د. ستيفن مايفيلد، الطحالب ب ”السوبر فوود“، وذلك بسبب محتواها العالي من البروتين والأحماض الدهنية الأساسية والمعادن والفيتامينات.
وأضاف: يرجع جزء من ذلك إلى أن الطحالب لا يجب أن يكون لها سيقان أو جذور أو أغصان لتحافظ على نفسها، لذلك هم يخصصون كل طاقتهم لإنتاج المزيد من البروتين والأحماض الدهنية وما إلى ذلك، بدلاً من السليلوز.
وقال ممارس طب الأطفال والأسرة د. ويليام سيرز: ”إنها واحدة من أقدم الأطعمة النباتية في العالم“، مشيرًا إلى أن هناك الآلاف من أنواع الطحالب وكل نوع ينتج الكثير من العناصر الغذائية الصحية التي نحتاجها جميعًا، لكن معظمنا لا يأكل ما يكفي منها"، فهي مصدر غني بفيتامينات ب، وفيتامين ك، والحديد، والمغنيسيوم، والكالسيوم، واليود، وأكثر من ذلك.
وبينت رئيسة قسم البحث والتطوير في شركة ”نييد“ للتغذية أثناء الحمل أليتا مايورجا، أن الطحالب تعتبر مصدرًا لأحماض أوميغا 3 الدهنية الصديقة للنباتات، مثل حمض ”الدوكوساهيكسانويك“.
وأوضحت: على الرغم من أننا نعتقد في المقام الأول أن الأسماك مصدر رئيسي لأوميغا 3 في النظام الغذائي للإنسان، إلا أن الأسماك لا تنتج أوميغا 3 بمفردها بل تستهلكها من الطحالب والعوالق ووفقًا لهذه الدراسة، فإن DHA من زيت الطحالب متوفر بيولوجيًا مثل DHA من سمك السلمون المطبوخ.
ووفقًا للدكتور مايفيلد، نحتاج إلى البحث عن مصادر بروتين بديلة لأن العالم يحتاج إلى المزيد من البروتين في الوقت الحالي.
وقال: ”ليس لدينا أراضٍ زراعية إضافية لزراعة المزيد من فول الصويا أو البقوليات الأخرى، وهي نباتات غنية بالبروتين، ويمكننا زراعة الطحالب في الأراضي غير الصالحة للزراعة باستخدام المياه غير الصالحة للشرب، وتنتج بروتينًا يصل إلى 20 ضعف كمية فول الصويا“.
وذكرت المدير الطبي لشركة MegaFood إيرين ستوكس: ”يواجه نظامنا الزراعي الحالي ضغوطًا شديدة من قوى تغير المناخ، جنبًا إلى جنب مع تزايد عدد السكان“.
وأوضحت أن الطحالب لديها القدرة على عزل ثاني أكسيد الكربون، ما يزيد بشكل كبير من استدامتها على المدى الطويل في قطاع الأغذية، وطالما أن الطحالب تنمو في مياه نظيفة، فهي غذاء عالي القيمة الغذائية مع تأثير ضئيل على البيئة.
وقالت المتحدثة الوطنية باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية مونيك ريتشارد: من المزايا الإضافية أن البيئة التي تنمو فيها الطحالب يمكن التحكم فيها بدون مبيدات الأعشاب ومبيدات الآفات، أو أي مواد سامة أخرى، وهو أمر مهم لصحة الإنسان وإنتاج الغذاء.