آخر تحديث: 14 / 5 / 2025م - 1:26 ص

«إحياء الملابس التراثية وإدخالها في المناهج الدراسية».. أبرز توصيات «الأزياء السعودية»

جهات الإخبارية فاطمة محمد المحسن - الخبر

أوصى المشاركون في ندوة ”الأزياء السعودية.. تاريخ وأصول“، التي أقيمت بمعرض الشرقية للكتاب 2023، بإدخال موضوعات الأزياء السعودية التراثية في المناهج الدراسية؛ ليتعرف الجيل الحالي على أنواع الملابس، والأزياء السعودية التراثية، والاعتزاز بها، وتفعليها من خلال ارتدائها في المناسبات.

وطالبوا بمسابقات تُعنى بتطوير الزي السعودي التراثي بين المصممين والمصممات السعوديين، موضحين أن التراث كان وما زال الواجهة لأي هوية ثقافية، وما زالت الأزياء هي العامل الأول في البحث عن تاريخ أي حضارة.

واستضافت الندوة كل من المصمم عبدالرحمن العابد، والمهتمة بالتراث ريم البسام، والمصممة مناهل القاسم، وأدارتها ريم المالكي.

وتناولت البسام في بداية الندوة، أصل الملابس التقليدية في المملكة، إذ تعتبر امتدادًا لملابس العرب في شبه الجزيرة العربية منذ صدر الإسلام وما قبله وما تلاه من العصور.

وقالت: ”يتسم لبس العرب بأنه فضفاض وواسع يتماشى مع ظروف الحياة الاجتماعية والبيئة الصحراوية يغطي كامل الجسد، معتمداً على غطاء الرأس للوقاية من الشمس والأتربة وهو متعدد الطبقات، وقد تأثر العرب بالمجتمعات التي خالطوها من بعد الفتوحات الإسلامية“.

وأكملت: تنوعت الأزياء والأقمشة وأساليب اللبس والتطريز"، موضحةً أن الدولة السعودية الأولى رغم قلة المصادر للملابس إلا أنها امتداد للملابس العربية في العصور الإسلامية وشبيهة بما جاء من بعدها.

وسلطت الضوء على ملابس الإمام عبدالله بن سعود آخر أئمة الدولة السعودية الأولى، قائلة: ”يعطينا تصوراً لما كانت عليه ملابس الدولة السعودية الأولى معتمدة على بشت «البرقا» وعصابة فوق الرأس“ الغترة"، وكذلك الثوب المرودن.

وعن الأزياء النسائية، بينت أنها تنوعت مع تأسيس الدولة السعودية الأولى، فكان لكل منطقة زيها الخاص، منها قطعة ”المقرونة“، وهو منديل أسود يُطوى مع وسطه ليكون على شكل مثلث، ثم تلفه المرأة على رأسها، وكانت ترتديه النساء في شمال المملكة.

وأشارت إلى ”الشيلة“ وهي قطعة من القماش الأسود المزين على أطرافه بخيوط مختلفة من الألوان، أو بأنواع من الخرز، ويتم تثبيته بعصبة ذات لونين أصفر أو أحمر، وكانت ترتديها المرأة في جنوب المملكة.

وذكرت أن ”المخنق“ عبارة عن قماش حريري شفاف مصنوع من الشيفون أو التل، يُخاط بالكامل ما عدا فتحة تطويق الوجه".

من جهتها، أكدت المصممة مناهل القاسم أن أزياء المرأة في وقت تأسيس الدولة السعودية اعتمدت على الخامات والأقمشة الطبيعية، كما رُبطت بالمواسم والمناسبات، مثل عباءة ”دفة الماهود“ التي كانت تُخصص لجهاز العروس وتزين بخيوط الحرير السوداء.

وأشارت إلى أن الأزياء تعكس أسلوب حياة وتتعلق بالأجواء وبنوع التطريز والألوان والزهور، فيما غطاء الرأس بين النساء فهو أداة لمعرفة منطقة النساء، فنساء الشمال يختلفن عن نساء الجنوب وعن نساء الشرقية والوسطى والغربية.

وطالبت بالتحول الرقمي في مجال الأزياء لاستدامة هذا الموروث الثقافي للأزياء التقليدية، وأن يكون هناك مرجعاً رقمياً للمهتمين، وبناء قاعدة بيانات من خلال رقمنة التراث بشكل عام، والأزياء بشكل خاص، وأن تكون هناك متاحف رقمية وترميم المخطوطات والمنازل التراثية عن طريق الذكاء الاصطناعي.

وقال المصمم عبدالرحمن العابد: إن ملابس المملكة التراثية تتأثر بالمناطقية، فملابس أهل نجد خفيفة وفضفاضة وواسعة مثل ”المرودن“ والشماغ خفيف، والبراقع أيضًا للنساء تختلف بحسب المناطق، وهذا يدل على التنوع الثقافي في الجزيرة العربية.

وأضاف: يجب التفريق بين التراث والإرث والموروث في الملابس التقليدية، مطالباً بتسويق الملابس السعودية التراثية من خلال الأفلام التي تتبناها هيئة الأفلام.