أمير الشرقية: العمل الخيري في المملكة يسير بخطى ثابتة
أكد الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، أن العمل الخيري في المملكة يسير بخُطى ثابتة، وأن الدعم الذي توليه القيادة للقطاع الثالث، يحقق أهدافه.
وقال، خلال تدشينه بديوان الإمارة، أمس، الخطة الإستراتيجية لجمعية «ترميم»، للثلاثة الأعوام 2023 و2024 و2025، وفعالية «ليالي ترميم» لعام 2023 التي تنظمها الجمعية: «يتجلى دعم القيادة الرشيدة للعمل الخيري في التشريعات والحوكمة وإنشاء العديد من الكيانات التي تخدم القطاع الثالث ومنها المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي الذي يتولى مهامّ عديدة ستمكن القطاع من النماء وتفعّل دوره في تحقيق التنمية المستدامة».
وأوضح أن رؤية المملكة اعتبرت القطاع غير الربحي عنصرًا أساسيًا في تنمية المجتمع والاقتصاد، من خلال تمكين القطاع، وتحقيق أثر أعظم له على الصعيدَين الاجتماعي والاقتصادي، وثمّن ما تقدمه جمعية ترميم من مشاريع لإعادة تأهيل وترميم منازل الأسر الأشد حاجة، بالتكامل مع الجهات ذات العلاقة، والشركات المتخصصة والمنفذة لمشاريع الترميم؛ لتوفير بيئة سكنية آمنة للأسر المستفيدة.
وبارك انطلاق مبادرة قافلة ترميم، التي تستهدف ترميم 50 منزلًا بهجر وقرى المنطقة الشرقية من منازل الأسر الأشد حاجة، التي تأثرت بأمطار موسم الشتاء، وتوقيع عدد من الاتفاقيات الإستراتيجية بين الجمعية وعدد من الشركات، إضافةً إلى تكريم الداعمين لمشاريع الجمعية وبرامجها ورعاة فعالية ليالي ترميم.
وشهد اللقاء تقديم عرض مرئي عن إستراتيجية «عطاء وأثر»، ثم ألقى مدير عام تنمية القطاع الثالث مدير الوحدة الإشرافية بوزارة الشؤون البلدية القروية والإسكان أحمد عسيري كلمة أكد خلالها وصول عدد الجمعيات الإسكانية بالمملكة لأكثر من 45 جمعية، بعدما كانت تبلغ 8 جمعيات في عام 2017.
ولفت إلى أن عدد الاتفاقيات التي وقّعتها الوزارة مع الجمعيات المتخصصة وغير المتخصصة في الإسكان بلغت 400 اتفاقية، تم خلالها تقديم أكثر من 30000 وحدة سكنية للأسر الأشد حاجة.
واستعرض عسيري في كلمته، مهمة جمعية ترميم التي انطلقت كأول جمعية متخصصة في ترميم المنازل القديمة، وميّزها تركيزها التخصصي وتجويدها أعمالها الإدارية والفنية.
واوضح أن من أبرز أهداف الجمعية «ترميم بيت خبرة»، والذي يدعم استنساخ تجربتها لمناطق المملكة، وبالفعل تم استنساخها لمنطقة مكة المكرمة ومنطقة المدينة المنورة، وجارٍ الاستنساخ لمناطق الرياض والحدود الشمالية والباحة، وأن الاستنساخ يتمثل في النظام والحوكمة ونموذج العمل والتمكين.
وأشار إلى تميّز الجمعية من أجل تحقيق أهدافها، وأطلقت مع نادي الهلال نشر ثقافة الترميم لتحفيز العمل التطوعي لدى أفراد المجتمع، خاصةً أنها الرائدة فيه من خلال إنشائها مركز «سمايا للتطوع» الإسكاني لتدريب وتأهيل المتطوعين والمتطوعات على تنفيذ الفرص التطوعية الإسكانية والذي حصد جائزة العمل التطوعي في مسار المشاريع على مستوى المملكة، ولم تكتف بالاستنساخ فقط، بل تميّزت بالتمكين، وشملت مبادرتها مع نادي الهلال ترميم 36 منزلًا على مستوى المملكة كنماذج لتنفيذ نظام الترميم المعتمد والذي شمل مسار تطوع منشآت المقاولات ومصانع وشركات مواد البناء.
واختتم: ما يدعو للفخر أن العاملين في هذه الجمعية المتميزة من حديثي التخرج من شباب وشابات هذا الوطن المبارك من خريجي المعهد الثانوي الصناعي، وكليات التقنية وخريجي البكالوريوس من جامعات المنطقة ومنهم من يشغل وظيفة قيادية وعمره لم يتجاوز 23 سنة ليس فقط، بل حققت بسواعد هؤلاء الشباب والشابات خمس جوائز تخصصية كان آخرها المركز الأول في جائزة «الإنسان أولًا».
من جهته، أكد عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية رئيس اللجنة الوطنية للمقاولين باتحاد الغرفة السعودية حمد الحماد، خلال كلمة شركاء ترميم، أن الإبداع والتميّز في منطقتنا يدعو للفخر ويحمّلنا مسؤولية الاستمرار والمحافظة عليه، مشيرًا إلى أنه بدأ العمل في لجنة المقاولات بغرفة الشرقية مع جمعية ترميم في عام 2018م.
وقال: «كنا نستشعر وقتها حجم صعوبة مهمة هذه الجمعية الفتية لا سيما أن مساحة تخصصها معقدة، ويؤكد ذلك الصورة الذهنية عن مخاطر مشاريع ترميم المباني القديمة والمتهالكة من حيث جدوى الترميم والعائد الاستثماري وارتفاع التكاليف وتعثر مشاريع الترميم بسبب المفاجآت الظاهرة أثناء أعمال الترميم ويعلم ذلك تخصصيًّا القطاع الهندسي وإدارة المشاريع ومنشآت المقاولات والصيانة».
وذكر أن رحلة العمل مع «ترميم» كانت أكبر تحدٍّ، وأثبتت العكس تمامًا، وبدأت الجمعية بتحديد وتسمية أصحاب المصلحة بدايةً من كيفية الوصول للمستفيد المستحق من خلال الجمعيات القائمة، تليها معايير تشخيص المباني من حيث «قابل» أو «غير قابل» للترميم، وكيفية تأهيل المقاولين المناسبين وتحديد جدول المواد بالمواصفات والكميات المناسبة، وبعد ذلك ابتكارهم نموذجًا للشركات التكاملية متميّزا وفعّالا وجاذبا، موضحًا أن الجمعية بيّنت لكل أصحاب المصلحة الدور المناسب والعائد والأثر من المشاركة؛ مما جعل الجميع يتواجد ضمن الشركاء والذي نراه جليًّا في هذا الجمع المبارك.
وقال: «بعد احتواء الراغبين في المشاركة، حلقت ترميم بكوادرها الشابة وبسواعد متطوعيها المحترفة لإسعاد أهلنا وناسنا من الأسر الأشد حاجة التي تحتاج منازلهم للترميم، وأصبح الكل يتسابق للمساهمة والمشاركة حسب المساحة التي تناسبه، مشيرًا إلى تميّز ترميم في تطوير وتحسين نماذج مشاريعها حتى احتفل الجميع معها بتغطية نطاق محافظات ومراكز المنطقة الشرقية بشكل سهل ومُجود».
وفي نهاية اللقاء تم توقيع الاتفاقيات بمباركة أمير المنطقة الشرقية، بين جمعية ترميم وعدد من الشركات، واشتملت توقيع اتفاقيات بين الجمعية وشركة نسما وشركاهم «شريك إستراتيجية عطاء وأثر»، واتفاقية مع مجموعة سالم بالحمر القابضة «شريك إستراتيجية عطاء وأثر»، واتفاقية مع مجموعة حمود حمد الحماد القابضة «الشريك الرئيسي لمبادرة قافلة ترميم»، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية مع شركة سيجما للدهانات «شريك إستراتيجية عطاء وأثر» واتفاقية أخرى مع شركة الجبيل للبتروكيماويات «كيميا»، «شريك إستراتيجية عطاء وأثر» إلى جانب توقيع اتفاقية مع مصنع الصمامات الصناعية ivm «شريك إستراتيجية عطاء وأثر»، كما تم توقيع اتفاقية مع شركة التصنيع الوطنية «شريك إستراتيجية عطاء وأثر»، واتفاقية مع شركة شيفرون فيليبس السعودية اس كيم «شريك إستراتيجية عطاء وأثر» واتفاقية مع شركة مصفاة أرامكو السعودية الجبيل «ساسرف» «شريك إستراتيجية عطاء وأثر»، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية مع شركة رتال «شريك إستراتيجية عطاء وأثر».
ورفع رئيس مجلس إدارة جمعية ترميم م. حمد الخالدي الشكر والعرفان لأمير المنطقة الشرقية، على رعايته ودعمه للجمعية وبرامجها التنموية؛ مما جعل الجمعية تتميز، بعد توفيق الله، في تقديم خدمات نوعية ومتقنة للمستفيدين.
وكرَّم أمير الشرقية عددًا من الجهات الداعمة والراعية ومنهم: شركة نسما وشركاهم، مجموعة سالم بالحمر القابضة، شركة علي زيد القريشي وإخوانه، شركة سيجما السعودية للدهانات، مؤسسة عبدالرحمن بن صالح العطيشان وعائلته الخيرية، شركة آل عدوس للاستشارات القانونية، شركة المشهد الراقي وشركة صوفا هوم.
وشهد الحفل إعلان سيدة الأعمال منيرة محمد المانع تبرعها بوقف استثماري بقيمة سبعة ملايين ريال، وخصصت ريعه لصالح مشاريع جمعية ترميم.
