محلل مالي يدعو إلى تناول الكتابات الأدبية اقتصاديا..

كشف رئيس نادي النورس الثقافي عبدالله البطيان، ومنظم فعاليات الشريك الأدبي في الهفوف بالأحساء، أن فكرة ”سلسلة إمداد النجاح للمؤلف السعودي“، للمحلل المالي محمد الحرز جاءت لتفعيل الإنتاج الأدبي اقتصاديًا، وتعتبر ككرة ثلج تتدحرج لتخدم المؤلف وتصنع محصلة إنتاج وطني.
وبيّن ”البطيان“ أن هدفها هو استدامة ”صنع الفرص المستقبلية“، بدلا من الاتكاء على ”التاريخ الذي يعيد نفسه“، والذي يكتفي فيه المؤلف بصناعة تاريخه، دون الالتفات للجانب الاقتصادي المنعكس عليه وعلى عائلته ومجتمعه ووطنه.
وأوضح أن ”الحرز“ من المختصين في جانب المال والاقتصاد وقد استعرض دور المدارس الاقتصادية وانعكاسها على الأدب، وكيفية تدوين الملاحظات ورفع المهارات في الكتابة للمستقبل المستدام، وتحسين سلوك الأديب لتوسيع دائرة أثره الفعلي اقتصاديًا.
وانهى المحلل المالي محمد الحرز، الليلة، سلسلة إمداد النجاح للمؤلف السعودي التي طرحها خلال هذا الشهر، بالتعاون مع نادي النورس الثقافي، في أحد مقاهي الإحساء.
وعدد الحرز في حديثه الخاص إلى ”جهات الإخبارية“ مواضيع الحلقات التي تم طرحها كل جمعة وسبت خلال شهر فبراير، بداية بقصة ”حبيب يؤلف كتاب“، متضمنة ”الأحداث المتوقعة، كيف يدور العالم، أهم المؤشرات الاقتصادية المتحركة، الاستطاعة لتفادي المشكلات“.
وأضاف كيف يستطيع حبيب الوصول لأهداف ”التأليف“، وتضمنت مفهوم الاقتصاد وأنواعه وطرق دراسته، والمؤشرات الاقتصادية وأنواعها وطرق استنتاجها، الدورة الاقتصادية ”تأثير دورة الأعمال داخل الدورة الاقتصادية“ رواية دقة قلب" لدانيال ستيل.
وتطرقت السلسلة إلى ”أساسيات الكتابة الروائية“ الواقع والمستقبل ”، وتضمنت المدارس الاقتصادية، الوضع الاقتصادي، طرق كتابة الروائيين قبل عام 2008 وبعده، قبل كورونا وبعده، قبل رؤية 2030 وبعدها، ثم انتقلت إلى“ المؤشرات الاقتصادية للروائي"، وتضمنت مؤشرات رئيسية، وفرعية.
وتحدثت السلسلة عن تاريخ الأدباء في المملكة وأثر الملكية الفكرية الأدبية، وتضمنت صناعة المحتوى، تخصص الرواية.
وانتقلت إلى توضيح ”مبيعات التجزئة وأثر الكاتب السعودي في الرواية“ وتضمنت توليد الدخل للروائي، الكاتب، خصائص التجزئة تجارة البيع، وأبرز التحديات التي يواجهها، مؤشرات المبيعات للروائي.
وبينت السلسلة ”دورة الأديب الاقتصادية وتوقيت النشر، متدرجة منذ البداية، النمو، النضج، الركود، الكساد“.
وتختتم السلسلة هذا المساء في ”سلوك الأديب وأثره على القراء“، وتتضمن أسلوب الكتابة المؤثر، المحتوى الجيد، نمط الحياة، الأثر المادي ”كتاب استراتيجية المحيط الأزرق“.
وقال ”الحرز“: سيتم ربط مواضيعها مع السلوك والأدب حيث أن السلوك بشكل عام، وفي العلوم المالية والاقتصادية يتم قياسه، والتطرق إلى مصطلحي ”الاستدلال والتحييز“ اللذان يهمان الأديب والكاتب لمعرفة أنفسهم والشريحة المستهدفة، وكذلك استراتيجية المحيط الأزرق والتي يعود أصلها لعلم الادارة واستفادة الأديب منها في تحقيق أهدافه، والطريقة الصحيحة لاستخدامها.
وذكر أن فكرة السلسلة بدأت منذ عامين بقيامه مسح وعدد من اللقاءات مع وكلاء أدباء وكتاب، للربط بين علم الإدارة والأدب، موضحاً أن مدرسة الأدب تعتمد كثيراً على المنهج التاريخي، بعكس علم الإدارة الذي يعتمد النهج الموضوعي.
ونوه باختلاف لغة التحاور بين المدرستين، والهدف فهمهما للوصول إلى نتائج وتوصيات تخدمهما، وتحويل لغة الأدب إلى أرقام يمكن قياسها.
ونوه إلى أن السلسلة ثرية بقاعدة معرفية ونهج جديد بأسلوب الكتابة، لافتاً إلى أن الثوابت بالأدب أكثر منها في علم الإدارة، ممثلاً لذلك بالتفكير الدارج وهو "الرأسمالية حيث تطرق في أحد مواضيعها إلى الحديث عن المذاهب الفكرية وأثرها على الأدب، ومنها سحب البساط من الآداب، الصحافة، وصناعة المحتوى، الذي صار في يد المسوقين، والتسويق فرع من الادارة.
وتابع من الملاحظ مثلا أن السلوك الذي تم انتهاجه أسلوب التقليد وليس الابتكار، وطبيعة الأديب يتعب على نفسه ويحسدها للوصول إلى النجاح، والسلوك المتبع تكريس نفسه لكتابة المستقبل، وليس لعادة التاريخ يعيد نفسه، أما أسلوب الإدارة ففيها مصطلح مزعج أن التاريخ يعيد نفسه.
وأضاف ”الحرز“: من هذا المنطلق نحاول توعية الكاتب لكتابة التاريخ للمستقبل، كما فعل غازي القصيبي مثلاً، حيث ما تزال مؤلفاته تطبع، وتضيف لرصيد القارئ المعرفي، لأن القيم والمعرفة فيها ”كتابة التاريخ للمستقبل، وليس التاريخ يعيد نفسه“ كما في غالبية الكتابات المهزوزة هذه الأيام.
وبين أن هذا الأثر، يدعى أسلوب الملاحظة قبل الشروع بالكتابة، لأن عدد القراء فيه كبير، فالقارئ والكاتب يبحثان عن الكتابات التي تكتب التاريخ للمستقبل، وتخلد ويتم الرجوع إليها.