آخر تحديث: 14 / 5 / 2025م - 5:37 م

الشاعر العبادي يتناول «تجربة أبي فراس وقصيدة النثر» في مجلس الفرج الأدبي

جهات الإخبارية نوال الجارودي - العوامية

حلت ”قصيدة النثر“، والشاعر المتمرد على الأشكال الشعرية شفيق العبادي، ضيفين على مجلس سعود الفرج الأدبي بالعوامية، مساء أمس، بحضور نخبة شعراء ومثقفي المنطقة.

وتناول المجلس تجربة أبي فراس، وقصيدة النثر، وإرهاصات قصيدة النثر في شعر الشاعر العبادي، وتسائل الشاعر فريد النمر، الذي افتتح الجلسة، عن تحولات الشاعر ومدى نجاحه في قصيدة النثر، والظروف المتعلقة بالتجربة بين القبول والرفض.

وقال الشاعر العبادي: إن قبوله الدعوة ارتكز على تجربته الخاصة، التي يقدم لها بنص المصور الذي أخذ الشاعر قراءته بعد التمهيد لهبرأي أدونيس وبيضون حول مفهومهما المختلف حول النص النثري.

وتكلم فيه عن قتل الآباء، والاكتفاء بأبٍ شعري واحد والذي هو يؤمن بأنه نجح في ركوب الدراجة التي كان يصفق له من خلفه الشاعر ورفيق دربه محمد الماجد والذي كان هو يضحك في داخله حول هذا الركوبإلى أن تيقن بأن الدراجة التي تقلدها كانت موصلة جدا بالنسبة له.

وعرج العبادي على النكوص الشعري، والذي عبر عنه نكوصا خلفته مكانة الرفض والقطيعة المجتمعية للقطيع قبال الفردانية ودفع العجلةثقافيا واجتماعيا وسياسيا لعودة العمود الشعري وشعر التفعيلة للواجهة، ومن جهة أخرى صنيع الأقلية في النص النثري برفضالمختلف عنهم كجماعة تحصنت بنخبويتها التي كانت أيضا متضخمة الحراسة.

وذكر أن تجربته الشعرية هي تجربة متصالحة مع الأشكال، وأنه لا يزال يكتب العمود والتفعيلة ومازال يرتقي المنصة الشعرية المتعددة الغرضالشعري ولكنه كفنان يعيش اللحظة الكتابية.

وأيد العبادي في طي الكلام أن الشعر يبتدأ عمودًا أولًا ويرتقي بالمفهوم والذوق لعبر من العمود للتفعيلة، كما فعلت نازك والسياب، ولكن النص النثري يأتي في الذروة من حيث التركيب البنائي والزمني المحتشد بالأفكار.

من جهته، تحدث الشاعر ياسر الغريب عن تجربة الشاعر شفيق، ووصفها بأنها تجربة واعية بالتحول في الشكل الكتابي، والذي يصب في مفهوم الشعر.

تحدث بعدها الشاعر هادي رسول حول الجنس للنص النثري، مستشهدًا برأيي الكبيرين العلي وفوزي كريم، أنه لا يعد قصيدة بالمفهوم المعروف بل هو جنس مختلف عن القصيدة لا يدخله الشعر ويبقيه قيد النثر.

ورد العبادي بأن هناك بعض الآراء هي في الأغلب خاصعة للمزاج النقدي ففي مكان ما يقال أنه شعر وفي مكان آخر يخرجه من الشعر وأحيانة يكونذلك لما يتساهله الشعراء النثريين في نصوصهم.

وناقش الشاعر فرات الشعبان الموازين التي يمكن أن ينسجم معها كذائقة موسيقية لم يجد خيط الإيقاع الذي يدخله للنثر أكثر من صورلغوية على شكل فسيفساء فلسفية لا أكثر.

ورد العبادي: نعم ليس بالضرورة كل متلقي أدبي قادر على التماهي مع النص النثريولا كل كتاب النثر هم ملامسون لفن النص النثر الجواني المعتمد على الفكرة الوجودية وفلسفة الأشياء وهذا محل اتفاق.

وداخلَ الشاعر علي مكي الشيخ، سائلا عن التراجع الذي طرأ على شعراء محلقين في النثر للنكوص عنه والعودة للشعر التفعيلي والعمودي، وبين أن كتاب النثر يستهجنون في اللغة ليصبح النص النثري بين أيديهم خارج اللغة ونحوها دون ذكر أسماء.

وكان رد العبادي: نعم بالنسبة للغة هو وارد جدا أما عن النكوص والعودة فهو لا يعرف شاعرًا فعل ذلك وطالب بالكشف عن الأسماء لكن الشيخ لم يحدد وتركه للبحث.

وتطرق الشاعر صالح الخنيزي إلى مفهوم اللغة وتحولها المكثف، كما جاء عن بودلير في ترجمة لشاعر ألماني، أن الشاعر منذ مئة عام لديه تحولات نثرية هي أكثر شعرًا من القصائد التي نكتبها الآن، وهذا يؤسس لنمو مفهومي ولغوي واسعة ومتسع ليكون النص النثري ذو جذورغربية وآباء ضاربين في صميم المجتمع الغربي والذي تحقق عند جماعة شعر كأدونيس وعبدو خال وأنسي الحاج وغيرهم وصولا للماغوطلي داخل القاص حسين السنونة أن الماغوط حول القصيدة العربية لإنسان جذبه في تعاطيه للإنسان العربي الذي تفهم معاناته في كل نصمن ديوانه خيانة وطن.

وتساءل رائد الجشي عن التراتب في التحول لقصيدة النثر، وكيف لو عكسنا مجريات التحول كابتداء بالنثر والانتهاء بالعمود، هل سيقودنا لمفهوم قصيدة النثر الذي تكتب عليها الآن.

وتجاذب الحديث مع الشاعر الماجد، بقوله: نعم يمكن الكتابة ابتداء ولكن التحول العكسي لن يتحقق أو شبه معدوم كما رد به العبادي لأن النمو والتعالق المعرفي يبدأ بالعمود الشعري.

وتحدث الشاعر والإعلامي محمد الحمادي عن تجربة العبادي، وما إذا كان شفيق يختار النص الشعري العمودي للمنصة والتفعيلة ولكنه لايأتي بالنص النثري فلماذا هل هو عدم ثقة بالمتلقي أم هو نص للنخبة؟، والذي حوله الإجابة إلى كبح المجتمع لهذا النوع من المثول علىالمنصة اجتماعيا وهذا الذي تسبب في توقفه فترة عن الظهور والحضور ولكنه الآن يمارس قراءة جميع الأشعال لوعي الجيل الجديد بشعره.

وعبر محمد الماجد عن الشعر في قدرته التعبيرية الجمالية هي متوحدة الأفق الجمالي ويتفهم هذا التواشج بينهما كبوتقة لغوية تصنع البهجة عبر الجمال ولكن لا يمكنه تفهم البنية النصية فيهم بشكل موحد لأن مناطق العبور مختلفة ومحطات الوصول للذروة مختلفة تتكأ على المفاقة والمعرفة والمخيلة والزمن، كما يأتي في بعض الروايات الهائلة في التركيب والدهشة والتنقل الزمني الكثيف.

وجاء في مداخلة زكي اليحيى أن التنظيرات حول الشعر أكثرها كسولة التعاطي وجبانة في قول الحقيقة الدامغة للإيمان الداخلي بالشعر، وهي بعيدة عن الصدق إما لخوف معرفي أو لأنوية منتفخة لا تستسيغ أن تكون خارج دائرة التمكين الشعري وتفوقه حسب مايخدمها كذات شاعرة.

وعلق العبادي بعد احتماء التعاطي أن ذلك هو ما أخر قصيدة النثر في مجتمعنا السعودي والخليجي والذي صنفها خارج فحولة اللغة العربية عبر استيرادات مصطنعة.

وداخل الشاعر حسين العمار أن ولادة الفن يعطيه الديمومة بغض النظر عن الشكل لأن يأخذ بعده في التعاطي مهما قلّ أو كثر هذا التعاطي لوجود المريدين لهذا الفن والذي لا يمكن إلحاقه بالعدمية.

وعلق النمر: هنا أن أقواس الحداثة خندقت قصيدة النثر في برج عاجي كمفهوم يعكس تعريفها الحداثة وأن استسهال بعض كتابهاالحداثيين أوقعها في إشكالية القطيعة مع التراث بينما الذين اشتغلوا على الاتصال بتراثنا العربي كبعد ثقافي للهوية العربية كانوا أكثرتعالق في يعث الإحساسات التي تخلفه القصيدة النثرية.

وعلق الأديب محمد أمين أبو المكارم أن ما استوقفه في الجلسة كلمة النكوص كفعل مبرمج له لظهور الشعر العمودي وهذا لا يتفق مع رؤيته تماما بل يعده نوع من التجني بلا دليل بل يوعز ذلك لمخاضات الشعر وتجاذباته الثقافية بين المرحلة والمرحلة الأخرى.

واختتم اللقاء بكلمة للشاعر شفيق العبادي، قال فيها: لا تزال إرهاصات وعوالم قصيدة النثر دون المكانة والتي تليق بها دخلنا الألفية الثالثة ومازال يصر على أن صيرورة اللغة لا بد أن تكون الفيصل في جمال النص وأبعاده الشعرية لا الشكل ولا الجماعة.