أمير الشرقية: رجال الدفاع المدني نذروا أنفسهم لـ «المهام الخطرة».. ودعمهم بأحدث الآليات والتقنيات

أكد الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية أن حكومة خادم الحرمين الشريفين، وبمتابعة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وحرص وزير الداخلية، قدمت كل الدعم لرجال الدفاع المدني، بما فيه أحدث التجهيزات والآليات والتقنيات؛ لمساعدتهم في تنفيذ كافة مهامهم بإتقان واحترافية.
جاء ذلك خلال استضافته، أمس، أعيان ووجهاء ومسئولي الدوائر الحكومية بالمنطقة الشرقية في المجلس الأسبوعي «الإثنينية»، ومنسوبي الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية يتقدمهم مدير الدفاع المدني اللواء عجّاب الحربي.
وقال: «أدرك ويدرك الجميع أن رجال الدفاع المدني يعملون في بيئة خطرة، وهم رجال نذروا أنفسهم للقيام بإنقاذ الروح البشرية أياً كان تصنيفها».
وأضاف: «شكرًا لكم جميعًا على ما يقدمونه، والجميع يشعر بالفخر على ما نراه منكم من إنجازات، حيث تجاوزت المستهدفات وهذا يسجل لكم قيادة وضباط وصف ضباط وجنود، فبارك الله فيكم ونقول لكم باسم الجميع على هذا الطريق أكملوا مسيرتكم وموفقين ترعاكم عناية الله عز وجل، وبمشيئة الله ستجدون ما تقدمونه من أعمال خيرة في ميزان أعمالكم».
وأعرب عن سعادته بافتتاح المزيد من مراكز الدفاع المدني في المنطقة الشرقية، بقوله: «الكوارث سواء كانت طبيعية أو صناعية أو حرائق أو غرق أو إسعاف، كلها تتطلب مجهودات الدفاع المدني، وقد رأينا اليوم الزلزال الذي حدث في إحدى الدول الإسلامية، ونقول الحمد لله على قضاء الله وقدره خيره وشره، والقدر كله خير ليس فيه شر، وندعو للموتى بالرحمة إن شاء الله، وللناجين والمصابين بالعافية والسلامة، وفي مثل هذه المواقف سنجد أن رجال الدفاع المدني هم من يباشرون هذه المهمة، ويقع على عاتقهم إنقاذ الأرواح والممتلكات».
وتابع: «ضيوفنا الليلة تصادف وجودهم مع هذا الحدث، وصحيح أنه وقع في مكان آخر، لكن الضحايا والمصابين بشر وقلوبنا مع البشر في أي مكان في العالم، وكما ذكرت سابقًا فإن ضيوفنا لا يعرفون إلا بالشدائد ونحن نراهم في كل المواقف الصعبة وفي كل الأماكن الخطرة لا يفكرون إلا في إنقاذ الروح البشرية بغض النظر عن الجنسية أو الشكل، رغم ما يتعرضون له من مخاطر».
وبين أن رجال الدفاع المدني يحصلون على أعلى درجات التدريب والممارسة، وأيضا المتابعة من قيادتهم في كل وقت من أجل إتقان المهمة، وينفذون الكثير من العمليات الفرضية، التي تجعل جاهزيتهم عالية.
وقال: «هناك حقيقة تنطبق على جميع قطاعات الأمن وليس فقط الدفاع المدني، وهو عامل المفاجأة، فليس هناك أي تحذير قبل أن تحدث أي من هذه المفاجآت، ودائمًا هذه المفاجآت ليست سارة كما يعرف إخواني وزملائي رجال الأمن، ولكن يجب على الجميع التعامل معها بكل ما لديهم من خبرة وتدريب وتعليم وبذل أغلى ما يملك الإنسان، وهو النفس من أجل تحقيق المهمة وإنجازها على أكمل وجه، ونحن نحيهم نعم، ونفتخر بهم، ونشعر بما يشعرون، وأعلم أنهم وضعوا نصب أعينهم عندما التحقوا بهذا القطاع أن وضعوا أرواحهم على أكفهم لإنقاذ ومساعدة وعون كل من يحتاج عون ومساعدة، فأجره على الله قبل أي أحد».
واختتم: «في ختام الكلام هناك نقطة مهمة تخص الوعي المجتمعي بأهمية أعمال الدفاع المدني، لذلك أتمنى من المواطنين والمقيمين عندما يسمعون خلال سيرهم صوت أجراس أو صافرات الدفاع المدني أن يفسحوا لهم الطريق، حيث يلاحظ تعطل بعض الآليات من الوصول بسبب عدم امتثال بعض السائقين لإفساح الطريق وهم قلة، وأتمنى من وسائل الإعلام أن يركزوا على هذا الأمر، وأن ينصحوا جميع السائقين عندما يسمعون الأصوات أو الصافرات سواء كانوا الدفاع المدني أو الشرطة أو المرور أو الإسعاف أن يعلمون أنهم في مهمة وليسوا في نزهة، وبالتالي نرجو من الجميع أن يفسحوا الطريق بما يستطيعون حتى تمر هذه الآليات، لأن كل لحظة وكل دقيقه مهمة لإنقاذ روح ومساعدة من يحتاج للمساعدة».
من جهته، قدم مدير الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية اللواء عجّاب الحربي، شكره لأمير المنطقة الشرقية على استضافة منسوبي الدفاع المدني في مجلس الإثنينية، وقال في كلمته: «يتشرف منسوبو الدفاع المدني أن يكونوا ضيوفًا في مجلسكم العامر، مثمنين لسموكم الكريم حفظكم الله رعايتكم وتفضلكم بتدشين المراكز المحدثة والمشاريع التطويرية لبعض المقرات وإدخال آليات نوعية في الخدمة بالمنطقة».
وأضاف: «يأتي إحداث أربعة مراكز جديدة للدفاع المدني ضمن أدوات تنفيذ الأهداف الاستراتيجية في زيادة انتشار خدمات الدفاع المدني وهذه المراكز هي مركز أحد بمدينة الدمام، ومركز حي جلموده بمحافظة الجبيل، ومركز حي الصواري بمحافظة الخبر، ومركز الغويبة بمحافظة الأحساء».
وبين أن المشاريع التطويرية للمقرات نموذج لأدوات تحسين بيئة العمل، وتشمل إنشاء مبنى مركز الدفاع المدني بيبرين التابع لمحافظة الأحساء، ضمن مشاريع خادم الحرمين الشريفين لتطوير المقرات الأمنية، ومقر مركز الدعم والإسناد بالإدارة العامة للدفاع المدني بمدينة الدمام، وتطوير مبنى إدارة الشؤون الفنية المركزية بالمنطقة الشرقية، وتحسين ورش الصيانة، وتطوير مركز تدريب الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية.
وأوضح أن المحافظة على الأرواح والممتلكات مسؤولية تولتها المديرية العامة للدفاع المدني، وأن هذه الأمانة العظيمة أوجبت على جميع منسوبي الجهاز العمل على أدائها بما يحقق تطلعات قيادتنا الرشيدة، وفقاً لأهداف استراتيجية وضعتها المديرية العامة للدفاع المدني ضمن مرتكزات وزارة الداخلية ومحاور رؤية المملكة 2030.
وأشار إلى أن أهم الأهداف الاستراتيجية للمديرية العامة للدفاع المدني، الهدف الخامس، وهو رفع مستوى السلامة العامة، والتي يؤكد سمو أمير المنطقة الشرقية بتوجيهاته السديدة بالعمل على تحقيقه بدراسة ورصد ارتفاع الحوادث التي وقعت بمستودعات المنطقة الشرقية، لافتًا إلى توجيه سموه بتشكيل لجنة من 13جهة حكومية وقفت على أكثر من 2211 مستودعًا، ولا تزال أعمال الحملة مستمرة، وأسهمت إجراءات الجولات الميدانية لهذه اللجنة بخفض عدد ونسبة حوادث الحريق من 141 حادثًا في 2020 إلى 25 حادثًا في 2022 بنسبة 83%.
ودشن أمير الشرقية في نهاية اللقاء مركز الدفاع المدني الجديدة وأعمال تطوير مبنى ادارة الشؤون الفنية المركزية بالمنطقة الشرقية وتحسين ورش الصيانة وتطوير مركز تدريب الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية.
حضر اللقاء وكيل الإمارة د. خالد البتال، وعدد من أصحاب الفضيلة والمعالي والمسئولين وعدد من أعيان وأهالي المنطقة الشرقية.