عادوا سيرًا على الأقدام.. الصرف المفاجئ للطلاب يغضب أهالي الشرقية

شكى عدد من أولياء الأمور في المنطقة الشرقية، صدور تعميم مفاجئ من إدارة التعليم، بصرف الطلاب والطالبات بعد الحصة الدراسية الثانية، نظرًا للأحوال الجوية.
سادت حالة من التذمر والاستياء بين أولياء الأمور، وشهدت الشوارع والطرقات ازدحامًا مروريًا بسبب توجه الآباء وسائقي المواصلات لاستلام الطلاب والطالبات.
وأبدى الأهالي استيائهم من القرار المتأخر، الذي تسبب في سوء إدارة الانصراف عند بعض المدارس، موضحين أنه سبب إرباكًا للموظفين في مقرات عملهم.
وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات الاحتجاج والامتعاض جراء القرار المفاجئ، وأكد أستاذ الفلسفة في علم اجتماع الجريمة حمد الزبن، أن الجرأة والسرعة في اتخاذ بعض القرارات مطلب مهم، ولا عذر لمن يتردد فيها في حال وجود ما ينفي الجهل.
وأضاف أنه ليس هناك مبررًا للتأخر في إصدار قرارات التعليق، طالما أن تقارير الطقس عادة تأتي لإدارات التعليم في وقت مبكر.
وقال عبدالرزاق الشاوي ”عضو شريعة ومحاماة“: أن تتخذ قرارًا مبكرًا يضمن سلامة الطلاب وراحة أولياء الأمور - ولو كان خاطئًا - خير من قرار صحيح متأخر.
ووصف التربوي والمستشار في تقييم بيركمان العالمي، التعليق أثناء اليوم الدراسي ب ”الأخطر“، الذي يسبب إرباكًا لدى الأهالي، وبث القلق في نفوسهم، خاصةً أن بعض الطلاب ليس لديهم وسيلة مواصلات خاصة تعيدهم إلى منازلهم متى أرادوا، والبعض قد يستغلوا التعليق بعدم العودة إلى منازلهم، إلى جانب خطورة العودة مشيًا على الأقدام.
وانتقد ”سرحان القحطاني“ القرار المفاجئ، الذي وصفه ب ”الاستهتار“، مبينًا أن الرسالة وصلت بعد ما تم صرف الطلاب.
وقال: إن الطلاب في الشارع تحت المطر، وتسببوا في زحمة وتوتر في الشوارع، مطالبًا بعدم تعليق الدراسة بعد الحصة الثانية إن لم يتم تعليقها مبكرًا.
-47_eK00M3Lbfiex-mQ2Yw&s=19
واستنكر ”حسين مطر“ منح الصلاحية لمديري المدارس في تقييم الأوضاع من حيث تقلبات الطقس والأخطار التي قد تهدد سلامة الطلبة.
وذكر أنه لا يتم استخدام الصلاحية حتى في حال وجود خطر، مشيرًا إلى ”المدرسة الثانوية الثالثة“ والتي يوجد ماس كهربائي بها لم يعالج حتى الآن، وإلزام المدرسة الطالبات بالحضور في أجواء ماطرة.
وطالبت الدكتورة آسيا غواص بإصدار مثل تلك القرارت في الليل، تحسبًا لأي حالة جوية، وتوجيه الطلبة بأخذ دروسهم عن طريق منصة ”مدرستي“.
وأشارت إلى وجود التقنيات التي تسهم في الدراسة وعدم التأخر في المنهج حتى في الحالات التي تستدعي الانقطاع.
وطالب ”علي العثمان“ بأن يكون قرار تعليق الدراسة بيد أمانات المناطق، بالتنسيق مع الأرصاد، والداخلية، موضحًا أنهم أعلم بالمدن وكمية الأمطار، والبنية التحتية للتصريف.
-03OvB_3052pZBWU1Oyx9w&s=19
وقالت إحدى أولياء الأمور: إنها تفاجأت بعودة ابنتها إلى المنزل، مشيًا على الأقدام، فيما تذمرت إحدى مناوبات المدارس - والتي تريد أيضًا إرجاع أطفالها - من انشغال إحدى أمهات الطالبات في مقر عملها وعدم رؤيتها للاتصالات، ما استدعى بقاء الطفلة بالمدرسة لوقت متأخر.
وأشارت ولية الأمر ”أحلام محمد“ إلى الاستياء الذي انتابها جراء اتخاذ هذا القرار، واصفةً الوضع ب ”السيء“.
وأكدت اضطرار بعض الأهالي للخروج من مقر أعمالهم، ومواجهتهم للازدحام المروري، إلى جانب خلق أجواء من التوتر والاستنفار لدى إدارة المدرسة والمعلمات والطالبات.
وذكرت نعيمة الوكيل «إحدى الأمهات» بأنه بحكم قرب مقر وظيفتها وزوجها في القطيف كان الأمر هينًا لقرب المدارس ولكن حصل تأخير بسبب ترتيب الاستئذان بين زملاء وزميلات العمل.
وبينت بأنه من غير المقبول خروج الجميع من مقر الوظيفة في وقت واحد.
وطالبت زهراء المادح «إحدى الأمهات» بالتنسيق المسبق لمثل هذه الظروف والكوارث، مشيرة إلى أن استقبال الأطفال المفاجئ كان مرعبًا حيث تلقت اتصالًا من ابنها ولم تصلها أي رسالة من إدارة المدرسة.
وأشارت توقعات المركز الوطني للأرصاد إلى هطول أمطار متوسطة في مجملها قد تصل إلى غزيرة على المنطقة الشرقية.
أكد المتحدث الرسمي لتعليم المنطقة الشرقية سعيد الباحص، أن سلامة أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات والهيئة التعليمية والإدارية بالمدارس، هي أولوية قصوى؛ حيث يُعد محورُ سلامتهم أساسَ العملية التعليمية.
وقال ”الباحص“ ل"لجهات الإخبارية: إنه نظرًا للتحديثات المستمرة من المركز الوطني للأرصاد، التي تَضَمنت فرصة هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة خلال الساعات القادمة، وحرصًا من الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية على مواجهة أي طارئ، ودرء الخطر عن الطلاب والطالبات ومنسوبي ومنسوبات المدارس ووقايتهم، والعمل على اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على سلامتهم؛ تم توجيه مديري ومديرات المدارس بصرف الطلاب والطالبات اليوم الأربعاء الموافق 11/ 6/ 1444، والتواصل مع أولياء الأمور، وإشعارهم بذلك مع أهمية متابعة انصراف الطلبة جميعهم، وكذلك منسوبي ومنسوبات المدارس إلى منازلهم سائلين الله تعالى السلامة للجميع.