في دراسة تم نشرها في الكونغرس الأوروبي.. تساوي المستوى الصحي وجودة الأطعمة المقدمة بالأحساء

كشفت نتائج دراسة أجرتها إدارة المنظمات الدولية والمدن الصحية بأمانة الأحساء، بالتعاون مع مستشفى القطيف المركزي، عن تساوي المستوى الصحي وجودة الأطعمة في المطاعم الخاضعة للدراسة، التي تتعلق بتقييم مستوى الميكروبات في الأطعمة المقدمة ”الجاهزة للتناول“ في المطاعم بمدن وبلدات الأحساء، باستخدام التحاليل المخبرية الحديثة والتقنيات الحيوية الجزيئية.
اختيار عشوائي
شملت الدراسة مجموعة من المطاعم الحديثة والشعبية تم اختيارها عشوائياً وبدون تنسيق مسبق مع أصحابها أو القائمين على الخدمة فيها، وتهدف هذه الدراسة إلى تقييم وتحليل جودة الطعام، بالكشف عن وجود الميكروبات المسببة للأمراض في اللحوم المشوية ”لحوم حمراء ودواجن“، مُضاف إليها الحُمص والتي تُقَدم بشكل كبير ومُتكرر في هذه المنافذ، وذلك بأخذ عينات حسب الطرق العلمية المتبعة.
تعليمات صحية
ولاكتمال الصورة بصفة أشمل، تم إشراك من يعملون في هذه المنشآت، إذ تم أخذ عينات ”مسحات“ من أيدي العاملين بتلك المطاعم؛ للتأكد من حالة العامل الصحية والتزامه بالتعليمات الصحية أثناء الإعداد والتداول، لما لهذه الخطوة من أهمية بالغة ودلالات شرعية إذا ما وقعت أي حالة اشتباه تسمم غذائي.
عزل الميكروبات
وأوضحت نتائج الدراسة أنه تم عزل بعض الميكروبات المختلفة في بعض الأطعمة موضوع الدراسة، وهي عبارة عن ميكروبات متوقع اكتشافها في مثل هذه الأطعمة، إلا أن التعامل الأمثل مع هذه الأطعمة في طريقة ووقت تناولها وتداولها يُقلل من تأثير هذه الميكروبات ويمنع ضررها.
مضادات حيوية
وأوضحت أن المُلفت هو وجود بعض الجراثيم متعددة المقاومة للمضادات الحيوية خصوصاً مقاومتها لمضاد حيوي هام يُستخدم طبياً هو «ciprofloxacin»، وفيما يخص الجودة فإن وجود ميكروبات معينة يعتبر مؤشراً على جودة الطعام ومدة بقائه صالحاً للتناول.
جودة الحياة
من ناحيته، أكد أمين الأحساء المهندس عصام الملا، استخدام هذه النتائج فيما يُعزز جودة الحياة، وما ينعكس إيجابًا على مستوى ونوع الرقابة الصحية على مثل هذه المنشآت، وهو ما يُعد ركيزة أساس في عمل المدن الصحية، والارتقاء بالخدمات المقدمة في المدينة.
مشاريع قادمة
في حين أوضح مدير إدارة المنظمات الدولية والمدن الصحية بأمانة الأحساء الدكتور إبراهيم الشبيث أن هذه الدراسة تعتبر نواة لمشاريع قادمة لبرنامج المدن الصحية ”مدينة الأحساء الصحية“ والذي يرأس مجلس إدارته صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر بن سعود محافظ الأحساء.
ورقة عمل
ونوه بأن هذه الدراسة قُبِلَتْ كورقة عمل وتم نشرها في مؤتمر ECCMID-2022 العالمي ”الكونغرس الأوروبي لعلم الأحياء المجهرية الطبية والأمراض المعدية“، والمنعقد أواخر الشهر الماضي بمدينة لشبونة البرتغالية، ما يُعد قيمة مضافة يُعتد بها في مثل هذا النوع من الدراسات.
مصادر أولية
وأشار الشبيث إلى أن الدراسة أوصت ب التركيز على رقابة المصادر الأولية للغذاء كالثلاجات والمستودعات الكبرى، والتنبيه على جميع المراقبين والمفتشين الصحيين بضرورة الاستعانة بالثيرموميتر الخاص بقياس درجات حرارة الأطعمة لما له من أهمية قصوى.
عينات دورية
كما أوصت بضرورة متابعة منافذ الغذاء وأخذ عينات دورية وتحليلها، والاهتمام بتدريب العمالة مع التركيز على التعريف بمصادر التلوث والممارسات السليمة، وتكثيف الزيارات العشوائية من قبل المختصين، والعمل على تأسيس مشروع تقييم ومكافأة أفضل المنشآت سنوياً وجعل هذا التقييم كمقياس للتعامل مع المنشآت على جميع المستويات.
دورات تخصصية
وشملت كذلك تنفيذ دورات تخصصية للكوادر الرقابية، وضرورة التنسيق بين القطاعات الحكومية المختلفة المرتبطة بسلسلة الغذاء وإنتاجه والرقابة عليه، لافتًا إلى أن الدراسة تركزت في اختيار اصناف من الأطعمة تُعد الأكثر تداولاً وشعبية في المجتمع «المشويات» كمرحلة أولى، على أن تشمل الدراسات المستقبلية اصنافاً أخرى من الأطعمة المتداولة محلياً.
عادة يومية
وقال مدير الإدارة العامة لصحة البيئة في الأمانة الدكتور قاسم الهزوم: إن تناول الأطعمة خارج المنازل عادة محبذة للأغلبية من فئة الشباب وأفراد الأسرة في المناسبات وغيرها وكنوع من التغيير لواقع الحياة اليومي، بحيث أصبحت عادة يومية في غالب الأحيان، وتعتبر المطاعم وما تقدمه من خدمة هي الأكبر في قائمة مزودي الطعام على مستوى الاستهلاك الفردي والعائلي والجماعي ك ”معسكرات العمال والمستشفيات والمدارس“، ما يجعل من المطاعم مصدرًا هامًا للغذاء لشريحة كبيرة من المستهلكين بمختلف الأعمار والفئات والحالة الصحية، ما يحتم الاهتمام بهذه المنافذ والحرص على كل ما من شأنه التأثير على جودة الغذاء وصحة الإنسان.